إخراج: كورينا بيلتز
فيلم وثائقي، ألمانيا، 2011، مدة العرض 97 دقيقة
تنقلك الأٌطر الافتتاحية مباشرة إلى الأرض الموعودة - إستوديو الفنان ، ومساحة عمله المشرقة والنظيفة. قاعة إنتاجٍ صاخبة حيث يقود الرسام الألماني البارز في فترة ما بعد الحرب جيشًا من المساعدين الذين يعملون بأقصى طاقتهم لإرضاء معايير سوق الفن العالمي. بالإضافة إلى ذلك، يقودنا الفيلم للحصول على منظورٍ فوري لعملية إنتاجٍ فنيةٍ حميمةٍ وشخصيةٍ للغاية، حيث تتوجه الأنظار نحو أحد الرسامين الأكثر إنتاجيةً واحترامًا في تاريخ الفن المعاصر. إنها عمليةٌ هادئة لكنها مشحونة للغاية بالعمل، التفكير، النضال الداخلي والتنفيذ السلس الذي يبعث على الذهول. ينظر الفنان إلى مسودةٍ أولى عفوية: "من الصعب أن أحكم. كان من الممكن أن تكون أفضل". يأخذنا الفيلم أيضاُ لنلقي نظرة على تعليقات جيرهارد ريشتر المباشرة والهادفة، والتي لا تكشف فقط عن البصيرة التي اكتسبها هذا الفنان بصعوبةٍ في الحياة والفن، بل أيضًا عن حس الفكاهة والإنسانية العظيمة التي يمتلكها.
ولد ريشتر في عام 1932، حيث أمضى أول ثلاثة عشر عامًا له في ظل النظام الاشتراكي الوطني، ثم ساد في ألمانيا لمدة ستة عشر عامًا نظام الشيوعية، تلاه ما يقرب من نصف قرنٍ مما يشير إليه ريتشتر هنا في لقطات الأرشيف القديم باسم "الواقعية الرأسمالية". لا يزال ريشتر يشك بشكلٍ أساسي في جميع أنظمة العقائد والأيديولوجيات السائدة.
تستخدم المخرجة، كورينا بيلتز، إمكانية الوصول والثقة الممنوحة لها من قبل الفنان الشهير لتزويدنا بنظرة مباشرة وفورية على نشأة سلسلة من اللوحات التجريدية، بدءًا من الضربة الأولى من الطلاء على القماش، ثم عبر طبقاتٍ لا حصر لها من الألوان والرسومات وصولاً إلى افتتاح المعرض في نيويورك.
جيرهارد ريشتر: اللوحة هو فيلم يجسد صورةً ثاقبةً للفنان في العمل. نظرًا لإلهام الفنان وعينه الناقدة، يتم تذكيرنا بأن الفن البصري، متحدياً جميع الحواجز اللغوية، يمكن أن يكون أحد أكثر وسائل التعبير الثمينة والفريدة من نوعها المتاحة لدى البشر.
عودة
