الوصول السريع:

(Alt 1) إذهب مباشرة إلى المحتوى (Alt 2) إذهب مباشرة إلى مستوى التصفح الأساسي

حلبجة: "الموسیقى دواء الروح"

"الموسیقى دواء الروح"؛ ھكذا یُعلقُ أبٌ من مدینة حلبجة على سبب إرسال ابنتیه إلى مدرسة الموسیقى حدیثة الإنشاء في حلبجة، والتي یمولھا معھد غوته-العراق. مدرسة الموسیقى ھذه ھي مشروع من قبل كاك ئازاد -كاك: ھي أحد أشكال المخاطبة بصیغة الاحترام في اللغة الكردیة- حیث أسسھا في عام 2018. كاك آزاد نفسه من حلبجة وسبق له أن عزف مع أوركسترا بغداد في السبعینیات

„"الموسیقى دواء الروح"؛ ھكذا یُعلقُ أبٌ من مدینة حلبجة على سبب إرسال ابنتیه إلى مدرسة الموسیقى حدیثة الإنشاء في حلبجة، والتي یمولھا معھد غوته-العراق. مدرسة الموسیقى ھذه ھي مشروع من قبل كاك ئازاد -كاك: ھي أحد أشكال المخاطبة بصیغة الاحترام في اللغة الكردیة- حیث أسسھا في عام 2018. كاك آزاد نفسه من حلبجة وسبق له أن عزف مع أوركسترا بغداد في السبعینیات. وكجزء من سكان حلبجة، تعرض ھو أیضًا للھجوم بالأسلحة الكیمیائیة الممیتة عام 1988 حیث أسفر ذلك الھجوم عن مقتل 5000 إنسان. كان كاك ئازاد قادرًا على الھروب في ذلك الوقت ویخبرنا كیف أن الموسیقى رافقته حتى في تلك الأوقات الحالكة، حیث واصل العزف لمن حوله في مخیم اللاجئین في إیران. یحلم كاك ئازاد الیوم بإعادة الموسیقى لشباب حلبجة وبأن یُنظم حفلاً موسیقیًا ھناك في حلبجة.

ترتبط حلبجة -على صعیدي كردستان ودولیًا- بشكل حصري تقریبًا بالھجوم المأساوي بالأسلحة الكیمیاویة السامة في عام 1988. ذلك ما یذكرنا به النصب التذكاري الذي بنته حكومة إقلیم كردستان، والذي یمكن رؤیته من بعید بارزًا فوق حلبجة. یشتكي الكثیرین من أھالي حلبجة - بمن فیھم آباء الأطفال في مدرسة الموسیقى- من أن حلبجة عانت تھمیشًا إداریًا لفترة طویلة. حیث أن مساحات اللقاء المخصصة للأطفال والشباب قلیلة، ناھیك عن المساحات المخصصة للإبداع. ونتیجة للإھمال الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة، اكتسبت الأحزاب الإسلامیة المحافظة قدرًا كبیرًا من التأثیر ھناك أیضًا. على سبیل المثال، في عام 2001 سیطر حزب أنصار الإسلام الإسلامي المتطرف على المنطقة المحیطة بحلبجة. یشرح كاك ئازاد كیف قصفت الولایات المتحدة أنصار الإسلام جویًأ أثناء غزو العراق في 2003 وتمكنت من الإطاحة بھم بمساعدة الاتحاد الوطني الكردستاني.
 

Konzert Halabja Albaqer Jafeer © Goethe-Institut Irak
ونتیجة لتلك الظروف فر الكثیرین من سكان حلبجة. یعقب كاك ئازاد: "لم یعد لي ھنا أي صدیقٍ في مثل عمري. لقد فروا جمیعًا إلى خارج البلاد، وغالبیتھم في أوروبا. لكن الشيء الجید ھو بأنھم یدعموننا". مشیرًا إلى كامیرا اشتراھا له صدیقه من النمسا. "یمكن للعدید من الشباب استخدام ھذه الكامیرا أیضًا لتصویر مقاطع الفیدیو القصیرة. ولقد أنشأنا استودیو تصویر خُصِصَ لھذا الغرض في قبو مدرسة الموسیقى".

في داخل القبو المغبر لذلك البیت القدیم یوجد ھناك استودیو مجھز خصیصًا لجمیع أنواع التسجیلات، ولیس بإمكان المرء رؤیة ذلك من خارج البیت. یذكر ئازاد بفخر كیفیة إنشاءه للاستودیو بمعیة الأصدقاء. عند نزول السلم سنرى مكانًا لإصلاح الآلات الموسیقیة في أحد أركان المكان، وبجانبھ جھاز صنعه ئازاد بنفسه لصنع الكمان، وفي الركن الثالث توجد حوامل قدیمة للنوتات الموسیقیة قام ئازاد بإصلاحھا. بدعم الأصدقاء تمكن كاك ئازاد من إنشاء ھذه المساحة، التي لا یتعلم الناس فیھا الموسیقى فحسب بل تتاح لھم أیضًا الفرصة لیبدعوا معًا.

  Konzert Halabja Albaqer Jafeer © Goethe-Institut Irak

بوجود مدرسة الموسیقى، نأمل بأن تستعید حلبجة روابطھا مع ماضیھا الثقافي. "تعد حلبجة حاضرة ثقافیة غنیة وتقدمیة وكانت تعتبرمركزًا للثقافة في كردستان" ، كما یقول أولیاء أمور أطفال مدرسة الموسیقى، الذین یستخدمون الآن مجموعات متنوعة من الآلات الموسیقیة للعزف علیھا، من البیانو والجیتار إلى العود والطنبور والقانون والكمان. یخبرنا والد فتاتین تبلغان من العمر 10 سنوات عن الوقت الذي كانت فیه امرأة قویة تدعى حه بسه خان (1892-1953) تدیر ثروات حلبجة. غالبًا ما یُنظر إلى حه بسه خان على أنھا نسویة ووطنیة، حیث أسست أول مدرسة للفتیات في العراق ودعمت المقاومة ضد الاستعمار البریطاني. كما حظیت بإعجاب كبیروعلاقة جیدة بشعراء عصرھا.

یوجد الیوم نصب تذكاري وتمثال لھا في حدیقة حلبجة المركزیة. ھنا -یشرح كاك ئازاد- یجب أن یكون المكان الذي ستُقام فیه الحفلة الموسیقیة في أكتوبر. حتى ذلك الحین؛ لا یزال ھناك الكثیر من التمارین، وذلك لأن بعض طلابها/طالباتھا باشروا/ن من وقت قصير فقط.