تطويع موسيقي لشعر أحمدي خاني من قبل عازف التار والملحن دانا محيي الدين
الشعر والموسيقى، شكلان قديمان ومستمران للفن أثرا وألهما بعضهما بعضا على مدى التاريخ. من خلال دمجهما وعن طريق تطويع الشعر بألحان موسيقية مثلا، تُؤطر الكلمات في سياق جديد فتكتسب بذلك معنى وقيمة جديدين.
من شلوڤه صاما
تمكن الموسيقي الكردي وعازف التار والسيتار دانا محيي الدين من نقل هذه الصلة القوية بين الشعر والموسيقى من خلال تطويعه لشعر أحمدي خان وذلك خلال حفل مع المغني رياض عثمان في ماي 2023 المنظم من قبل معهد جوته العراق في السليمانية. كان دانا شغوفا بالموسيقى منذ نعومة أظافره وقد ساعدت نشأته في كنف عائلة فنية على أن تكون الموسيقى جزءا لا يتجزأ من حياته. يصف دانا كيف كانت الموسيقى جزءا دائما من كيانه وجوهره، إذ رافقته خلال لحظات الفرح والحزن وكانت مصدرا لا ينضب للهدوء وراحة النفس بالنسبة له. نما ارتباطه واعجابه بالموسيقى مع مرور الوقت أكثر فأكثر، مما دفعه لأن يصبح موسيقيَّ تار وسيتار.
لقد كان إدراج الصوفية في قصائد خاني جزءا ملهما لدانا محيي الدين ليؤلف مقطوعات موسيقية استنادا إلى أعماله. علاوة على ذلك فإنه يذكر حس خاني الوطني القوي وخصوصا مناصرته للغة الكردية. كتب خاني باللغة الكردية في أوقات لم يكن لهذه اللغة العديد من القراء ولهذا السبب فإنه يُعتبر ناشطا في هذا المجال. يحرص الموسيقي من خلال عمله على تعزيز السلام والاحتفاء بالموروث الموسيقي الكردي الثري وبذلك يعتبر نفسه ناشطا أيضا.
خلال عملية التأليف يكتب دانا الإيقاعات والملاحظات حول الموسيقى التي يود إنشاءها، ثم يقوم بالارتجال أو ما يعرف أيضا بالتمديد الموسيقي. خلال هذه العملية يؤلف الموسيقيون مقطوعاتهم بناء على إبداعهم وتجاربهم مع الإيقاع. يشرح دانا كيف يستلهم خلال عملية الارتجال من بيت شعري ويجعل هذا البيت أساسا لمقطوعاته الموسيقية. كما يؤكد فضلا عن ذلك الصلة الوطيدة بين الشعر والموسيقى، إذ يؤمن أنَّ كلا الصنفين ينتميان إلى عالم واحد: العالم القادر على ملامسة قلوب وأرواح الناس.
يعتقد دانا أن الموسيقى الصادقة والتي يحس بها كل من الفنان والمستمع هي الموسيقى التي تظل في ألباب وأفئدة الناس لقرون من الزمن. ونظرا لاعتباره كذلك الشعر أحد أنقى الوسائل الأدبية القادرة على نقل معنى الصدق فإن مزيجا من الاثنين يمكن أن يكون وسيلة قادرة على تخليد وتأبيد الموسيقى والشعر.