حمى المسلسلات  نحن الموجة التالية

المسلسل مأخوذ بتصرف من رواية لليافعين بعنوان "The Wave" (الموجة) من تأليف مورتون روهى، وهي قصة تدور حول معلم تاريخ أمريكي يحاول أن يشرح لطلابه في المرحلة الثانوية من خلال تجربة اجتماعية كيفية نشأة نظام فاشي. 
  نفس الموضوع ولكن من زاوية أخرى، فبدلا من تحول الطلاب إلى الفاشية، نلقى في المسلسل بمجموعة من العصابات اليسارية المتطرفة، وهو ما مثل قرارا استفزازيا وخطيرا في عام 2019 أشعل نقاشات شرسة على منصات التواصل الاجتماعي بمجرد صدور الشريط الدعائي للفيلم. ولا عجب في ذلك عند النظر إلى ماضي ألمانيا وحقيقة ازدياد الحركات الفاشية "السائدة" وكذلك الهجمات الإرهابية لليمين المتطرف. فقد حصل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف في الانتخابات الفيدرالية في عام 2017 على أكثر من 12% من الأصوات ولديه حالياً تمثيل داخل كل برلمانات الأقاليم. كما حل حزب البديل من أجل ألمانيا في آخر انتخابات بلدية بولاية تورينجن في المرتبة الثانية بنسبة 22% وهو بالكاد أقل بنسبة 2% من الحزب الحاكم المحافظ بقيادة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وقبل الأحزاب الديموقراطية التقليدية الأخرى. وهذه هي "الموجة" ولكن في الحياة الواقعية.

شرح المنتج التنفيذي جانزل في العديد من المقابلات أنه لم يرد أن يستخدم نفس القصة مرة أخرى، ولكنه أراد أن يحرك التحفظ للأمام لعقد كامل من الزمن من آخر تكييف للقصة وحتى وقتنا الحاضر. نحن نرى حالياً أناسا من كافة الأعمار يتظاهرون في الشوارع مطالبين بالمساواة أو حماية البيئة (مظاهرات الجمعة من أجل المستقبل، تمرد الانقراض، أنا كذلك ...إلخ )، ولكن لا يتغير الكثير على المسرح السياسي. ومع إحساسه بحدوث تدهور على المستوى الاجتماعي واعتراضات وشك في القيم الحالية، فإن جانزل يطرح الأسئلة الجوهرية التالية: في أي عالم نريد أن نعيش؟ وماذا سوف يحدث إذا ما لم يؤثر الجيل القابع في السلطة على التغيير؟
  تبدأ الحلقة الأولى من "WE ARE THE WAVE" في مدينة ألمانية مُتخيلة بوصول طالب غامض إلى المدرسة الثانوية يُدعى تريستان (الممثل لودفيج سيمون، وهو أحد الوجوه الجديدة الكثيرة بالمسلسل). هذا الطالب ذو مظهر جيد وذكي ويعزف البيانو ويتحدث اللغة العربية بطلاقة. لذلك يبدو مثاليا بشكل لا يمكن تصديقه. يتمكن تريستان بهذه الشخصية الكاريزمية من تكوين صداقات بسرعة كبيرة، ومنهم ليا وهي غنية ولكن تشعر بالضياع والتعاسة، و زيزي التي يتنمر بها رفقاء صفها، و رحيم وهو ضحية للعنصرية، و هاجين الذي فقد كل شئ بعدما دمرت نفايات مصنع للورق مزرعة عائلته. تجمع أوضاع هؤلاء المراهقين كغرباء في مجتمع يبدو مليئا بالظلم بينهم، ليبدؤا سوياً في القيام بفعل، حيث ينظمون حملات احتجاجية ضد التحيز الجنساني وتلوث البيئة والرأسمالية والعنصرية. وعلى عكس ما خشاه نقاد آخرون، فلا يتم تمجيد الحركة المضادة للفاشية والجناح اليساري المتطرف. فيوصف النشطاء كمجموعة من المراهقين الصغار عديمي الخبرة فحسب، ممن يعملون في قلب الحركة بدون تخطيط مبادراتهم السياسية تخطيطا مترابطا. إلا أن الموقف يخرج عن السيطرة، حينما يُجرح شخص ما مما يجعل المراهقين يبدأون في التأمل في أفعالهم. وأخيرًا يقرر كل منهم، ومعهم المشاهدون، المدى الذي سيذهبون فيه من أجل أهدافهم وما إذا كانت الغاية تبرر الوسيلة.
 
هذا المسلسل من إنتاج "Rat Pack " للإنتاج السينمائي بالتعاون مع "Sony "للإنتاج السينمائي والتلفزيوني. كتب السيناريو كل من أيبك تسوبرت وكاي هافمايستر وتورستن فيتكى بإشراف جان بيرجر، ومن إخراج أنكا ميرونا لازاريسكو و مارك مونهايم، وإنتاج دينيس جانزيل.
طاقم التمثيل: لويزا بيفورت في دور هيرست، لودفيج سيمون في دور تريستان بروخ، ميشال بارتيل في دور زيزي، دانيل فريدل في دور هاجن، محمد عيسى في دور رحيم
الموسم الأول: 6 حلقات مدة كل منها تتراوح بين 48 إلى 54 دقيقة.

تاريخ قصة "Wave"
سُميت التجربة الأولى " The Third Wave" (الموجة الثالثة) وحدثت في مدرسة "Cubberley" الثانوية في بالو ألتو في كاليفورنيا في مارس/ أبريل 1967. كتب المُعلم رون جونز قصة قصيرة عن التجربة ونُشرت في ربيع عام 1976، وتلاها فيلم تلفزيوني بإسم " The Wave" (الموجة) للمنتج الشهير نورمان لير في أكتوبر/ تشرين الأول 1981. صدر بعدها كتاب بنفس العنوان وكان عبارة عن تحويل للفيلم إلى رواية كتبها تود ستراسر (المُلقب بمورتون روهى). ولايزال هذا الكتاب متداولا ويقرأه طلاب المدارس على نطاق واسع في كل أنحاء العالم. وفي ربيع عام 2008 وضع المخرج الألماني دينيس جانزل القصة في إطار مدرسة ثانوية في ألمانيا الحديثة وأسماها " Die Welle" (الموجة). كما تحولت "الموجة" على مدار السنين لعدة مسرحيات وعروض موسيقية، وفي مارس/ أذار 2010 صدر الفيلم الموسيقي الأول للمدرس الأصلي رون جونز وكذلك مسرحية له في 2011 بعنوان "The Third Wave" (الموجة الثالثة).  كذلك في العام 2010 قام أحد طلاب الصف الأصلي، وهو فيليب نيل، بعرض فيلمه الوثائقي بعنوان "Lesson Plan" ليتناول التجربة الأصلية في مهرجان "Mill Valley" السينمائي. أما المسلسل الذي أنتجه نتفليكس فيقوم كذلك، بتصرف، على الأفكار الواردة في هذا الوثائقي.
 

الروابط ذات الصلة