يعتمد المسلسل الشبابي "تحت الضغط" على أشخاص حقيقيين وحوارات واقعية، لذلك يجسد شخصيات المسلسل ممثلين هواه. فعلى سبيل المثال، يتم تجسيد شخصية متحول جنسيًا من خلال ممثل متحول جنسيًا. وهذا هو سر نجاح المسلسل.
يقدر عشاق "تحت الضغط" بشكل خاص مدى واقعية المسلسل، والذي يضم ممثلين غير معروفين ولكن ذو مصداقية عالية. فعلى سبيل المثال، يجسد بالمسلسل شخصية متحول جنسياً ممثل هو نفسه متحولاً جنسيًا. تحدثنا إلى بولا بيك، التي أخرجت العديد من الحلقات، وجوليا بينر، الكاتبة الرئيسية لحلقات الموسم الثالث والكاتبة المشاركة في الموسم الرابع، حول اختيار الممثلين، وتعليقات المعجبين ومدى تأثيرها على مضمون المسلسل، بالإضافة إلى الدروس المستفادة الأخرى التي يمكن أن تستفيد منها أعمال إنتاجية مماثلة.
لدى "تحت الضغط" قاعدة معجبين ومشاهدين دولية. ما هو في رأيك، سبب نجاح المسلسل دولياً، مقارنةً بالمسلسلات الألمانية الأخرى؟
بيك: المسلسل مبني على نسخة أصلية من النرويج، باسم "سكام"، والتي كان معجبيها يتشوقون لرؤية نسخة ألمانية. ساعد مجتمع LGBTQ أيضًا في الترويج للمسلسل. فليس هناك العديد من المسلسلات الموجهة للمراهقين والتي تحكي قصة شخصية متحول جنسي، على سبيل المثال. المشاهدون متشوقون للعثور على مسلسل يشعرون بأنهم ممثلون من خلاله. خاصة عندما يتم سرد هذه الموضوعات بمصداقية.
هل كانت المصداقية في التمثيل وأداء الأدوار مهمة بشكل خاص بالنسبة لكم؟
بيك: بالضبط. معظم الممثلين هم أشخاص عاديون. لقد قمنا باختيار الكثير منهم بناء على قرب شخصياتهم الحقيقية من شخصيات المسلسل.
بنر: لقد قمنا أيضًا بعمل ورش عمل تمكنوا من خلالها التعرف على أدوارهم واستيعابها. فمازال هناك نوع من أنواع التأقلم مع الدور الذي يتوجب عليهم المرور به. فإذا قاموا بتجسيد أنفسهم فقط في المسلسل، فسيكون المنتج النهائي شيئًا مختلفًا تمامًا. لا أعتقد أنهم سيكونون حينها بنفس الجودة التمثيلية.
بيك: جزء من نجاح المسلسل هو أن المسلسل ليس "مصنوعًا بحرفية". أي، أن في هذا المسلسل يضيف الممثلون طابعاً شخصي للدور الذي يقومون بتقديمه، مما يجعله عفوي وغير احترافي. جزء كبير أيضاً من لغة الحوار في المسلسل نابع منهم. فالموسم الثالث يدور حول قصة المتحولين جنسيا على سبيل المثال، وقد اخترنا عمدًا شاباً متحولًا للعب هذا الدور، وهو لوكاس ألكساندر. أحد المشاهد المفضلة لدي في هذا الموسم هو عندما تقوم شخصيته في المسلسل (ديفيد) باطلاع صديقه ماتيو أنه متحول جنسي، فيقول حينها: "أنا فتى، لكن على أن أعمل بجهد أكبر قليلاً من أجل أن أكون ذلك". تلك الجملة المفجعة نابعة من لوكاس ذاته، على سبيل المثال. هذا لا يعني أن الممثلين يديرون الحوار في المطلق، ولكن علاقتنا بهم إيجابية وتسمح لهم بإضافة طابعهم وإحساسهم بالدور الذي يلعبوه.
ديفيد، الشخصية العابرة للجنس (ليس في الصورة) يصارح صديقه ماتيو (على اليمين): "أنا فتى، علي فقط أن أعمل بجد أكثر من أجل ذلك ." | © ZDF/Bantry Bay/Gordon Muehle هل في رأيكم يجب أن يصبح المشهد الإنتاجي للمسلسلات بشكل عام أكثر تشاركاً فيما يخص المضمون، لكي يمكن للعمل التعبير بشكل أفضل عن الهويات والمواقف المحددة للشخصيات فيه؟
بنر: من وجهة نظري ككاتبة، فإن ورش العمل مفيدة للغاية. يمكنك من خلالها تفصيل الأدوار بشكل أكثر دقة على الممثلين. ففي بعض الأحيان كنا نفكر في المواقف الحياتية التي قد تمر بها أحد الشخصيات ونقوم بتجريبها بالارتجال. هذا الأمر بالنسبة لي كان إضافة هائلة وأود أن أستمر في إتباع هذا الأسلوب في أعمالي ومشاريعي المستقبلية. لكن بالطبع يعتمد ذلك أيضًا على نوع المشروع أو العمل.
تحصلون على الكثير من التعليقات على الإنترنت، خاصةً من مجتمع LGBTIQ. هل تؤثر تعليقات المعجبين على المسلسل بأي شكل من الأشكال؟
بينر: لقد جعلنا ديفيد شخصية عابرة للجنس في الموسم الثالث لأن أحد المعجبين بادر بنشر عريضة وقال إنه سيكون أمراً رائعًا إذا جعلنا هذه الشخصية عابرة للجنس. في هذا الصدد: نعم بالتأكيد قمنا بتنفيذ هذا الاقتراح.
بيك: لا يزال محتوى المسلسل قيد المناقشة على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا يتدفق أيضاً في مناقشاتنا الخاصة. عندما يُساء تفسير شيء ما أو يتم تلقيه بشكل سلبي، نسأل أنفسنا كيف بإمكاننا التفاعل مع ذلك. في البداية كان هذا أمراً جديداً ومميزاَ لنا، أما الآن فأصبح مجرد جزء من العملية الإخراجية.
بنر: بالطبع لا نقوم بتنفيذ كل ما يتم اقتراحه علينا. كان هناك أيضًا العديد من الطلبات بأن نجعل شخصية أميرة في الموسم الرابع من المسلسل مثلية. ولكن لم نتبنى هذه الفكرة.
أبطال المسلسل هم من الجيل Z. هل تعتقدون أنهم مختلفون عن الأجيال السابقة، أم أن مخاوف المراهقين في ذلك الجيل هي مخاوف عامة وعالمية تتشاركها كل الأجيال؟
بيك: بالطبع، بعض الأشياء عامة وعالمية. لكني أعتقد أن الجمهور أصبح أكثر انفتاحًا، على الأقل عندما يتعلق الأمر بـ LGBTQ.
بنر: التنوير والرؤية العامة للمجتمع أصبحت أكثر وضوحاً. بشكل عام، لدي شعور بأن هذا الجيل يساعد بعضهم البعض أكثر. ينعكس هذا أيضًا على سبيل المثال في حركة "أيام الجمعة من أجل المستقبل".
هل هذا يعني أنه جيل سياسي بشكل خاص؟
بيك: من المضحك أن يبدأ الموسم الأول بمونولوج يقال فيه أن هذا الجيل غير سياسي. ولكن منذ الحلقة الأولى في مارس ٢٠١٨. وحتى الآن بعد عام ونصف، تغير الكثير.
يذاع الموسم الرابع حاليا. ماذا تتمنيان للمسلسل في المستقبل؟
بيك: أتمنى للمسلسل أن يستمر في اتباع هذا الطريق الشجاع مهما كانت الصعوبات المستقبلية.
٢٠١٩ سبتمبر