لا يزال الاقتصاد الألماني ذا صبغة ذكورية واضحة، إلا أنه يتم العمل على مستويات عدة من أجل رفع التمثيل النسائي.
تم تنفيذ حصة المرأة، أخيرا، لابد أن يصبح لمزيد من النساء في المستقبل حصة في مناصب مجالس الإدارة بالشركات المقيدة بالبورصة، بمعنى مباشر: مع وجود أكثر من ثلاثة أعضاء ذكور لابد بالتالي أن يكون عضو واحد على الأقل سيدة، لم تكن الشركات لتدفع بمزيد من النساء إلى مناصب قيادية من تلقاء نفسها، لذلك توجد الآن حصة المرأة لأن لها تأثير فعال: منذ عام 2016 تطبق بالفعل في مناصب الهيئات الرقابية حصة واجبة للمرأة تبلغ 30 بالمئة، لذلك يعتبر مؤيدون ومؤيدات حصة المرأة الآن هذا التغيير في النظام الإداري أيضا مبررًا من الناحية السياسية.إلى أي مدى يعتبر عالم-الشركات الناشئة نسائي؟
لا يسعني شخصيًا سوى توجيه التحية لهذا القرار، كذلك بعيدًا عن الهيئات الرقابية ومجالس الإدارة النسائية أجد نفسي ممثلة بقدر ضئيل للغاية في بيئة العمل، فلنتأمل على سبيل المثال عالم الشركات الناشئة: أعتبر هناك كامرأة مؤسسة ناشئة - ذات خلفية مهاجرة - من الأقلية بوضوح، من جميع مؤسسي شركات ناشئة في ألمانيا تمثل النساء فقط 16 بالمئة، توصلت الرابطة الألمانية للمؤسسين الناشئين إلى هذه النتيجة من خلال مراقبة خاصة بالنساء المؤسسات عام 2020، لم يتغير هذا الرقم كثيرًا في الأعوام السابقة، واستمر هذا التوجه الشائع أيضا في موضوع رأس المال المخاطر، يظهر عدم التوازن في حصيلة التمويل الذي حصلت عليه النساء المؤسسات حتى الآن، حيث استطاعت 5,2 بالمئة فقط من فرق عمل السيدات جمع مليون يورو أو أكثر - تبلغ نسبة فرق عمل الرجال 27,8 بالمئة.بجانب حصة المرأة يمكن بالتأكيد أن تمثل سياسة حديثة للأسرة والتعليم دعمًا آخر قوي، لكن لأن على هذه السياسة غالبًا الانتظار طويلًا يختبر آخرون حلولًا مغايرة من أجل الوصول إلى المرأة، أفكار جديدة مثل صندوق تمويل رأس المال المغامر الذي يستثمر فقط في النساء، أو برامج تأهيلية موجهة فقط للنساء يمدونني بأمل أننا نستطيع تحقيق بعض التوازن في الموقف الراهن حتى بدون حصة المرأة، وإن بدت تلك الأفكار للوهلة الأولى متطرفة.
شركات جديدة بواسطة ومن أجل النساء
أريد عرض أحد هذه البرامج باختصار: البرنامج الدولي F-Lane Accelerator بمعهد فودافون للمجتمع والتواصل، يهتم البرنامج بشركات جديدة أنشأت بواسطة ومن أجل النساء، بسبب الجائحة واصل معهد فودافون العمل في مؤسسة Female Accelerator F-Lane عام 2020 بالكامل في شكل برنامج افتراضي بأكثر من 130 مراقب ومراقبة دوليين يدعمون الشركات الناشئة من خلال أكثر من 440 ساعة عمل بالبرنامج، من عمل تطبيقات إلى تفعيل استشارة عند وجود عنف أسري في البرازيل أو إلى تحقيق مجتمعات قيادة آمنة للنساء في باكستان وصولا إلى منصات أونلاين للصحة النسائية في الإمارات العربية المتحدة بحيث مثلت مشكلات نابعة من محيطهن الشخصي إلهامًا للنساء المشاركات في البرنامج.شركاء أقوياء مثل مؤسسة (Yunus Social Business) ومؤسسة (Impact Hub Berlin) يحملون معهم خبرة كبيرة وعلاقات جيدة من أجل دعم تلك الشركات الناشئة على أفضل وجه ممكن، "فقط لأننا نستثمر بمبدأ التأثير أولا Impact-first لا يعني أننا لا نهتم بالربح، "لدينا هدف أن تستمر أعمالنا الاجتماعية وأن نستطيع أيضا مواصلة العمل لاحقًا رغم الصعاب دون مساعدة خارجية"، هكذا قالت ساسكيا بريوستون، مؤسسة مشاركة ورئيسة مجلس إدارة لدى مؤسسة (Yunus Social Business).
الاستثمار في تطوير التفاهم المجتمعي حول الجندر (Gender Lens Investing)
أوضحت مؤسسة F-Lane أهدافها على الموقع الإلكتروني: نريد رؤية مزيد من النساء في عالم التكنولوجيا، استخدام التكنولوجيا كقوة للتحول الاجتماعي وأخيرا سد الفجوة في الاستثمارات الحكر على جنس معين، "لا نريد تشجيع النساء المؤسسات على الظهور مثل الرجال بل دعمهن في إقناع المستثمرين بقصة جيدة بالفعل، والنجاح في تنفيذ فكرة مشروعهن التجاري"، هكذا قالت إنجر باوس، مديرة معهد فودافون.منطلق مؤسسة F-Laneليس فقط الاعتماد على معايير تقليدية مثل تحليلات النقد المتدفق (Cash-Flow) أو معايير الجدارة الائتمانية بل إضافةً إلى ذلك الاعتماد أيضا على بيانات تتعلق بتوزيع العمل بين الجنسين في البلاد، في شركة أو في قطاع معين – كذلك يعتبر الاستثمار في تطوير التفاهم المجتمعي حول الجندر "Gender Lens Investing" – توجهًا شائعًا سوف يبقى ويلقى تقديرًا متزايدًا دومًا من المستثمرين والمستثمرات، سوف أشعر بالسعادة عندما نرى في عام 2021 المزيد من هذا، وأن تتاح لي فرصة العمل مع المزيد والمزيد من الزميلات من النساء – بحصة المرأة أو بدونها.
"بوضوح ... "
في سلسلة مقالات العمود الصحفي "بوضوح ..." يكتب أسبوعيًا بالتناوب آية ياف، ماكسيميليان بودنبوم، دومينيك أوتيانجا، وماجريتا تسومو، تراقب آية ياف في "بوضوح ...فائق لحدود البشر" التقدم التقني ومدى تأثيره على حياتنا ومجتمعنا.
٢٠٢١ يناير