تحب الجدة ترود السكوتر الكهربائي الخاص بها، وتعتبر نفسها من مشجعي مفاهيم وأساليب التنقل الجديدة التي تعمل وفقًا لشعار "الفرح المشترك هو الفرح المزدوج". فلعل أن تقابل الجدة ترود في يومًا ما شخصًا لطيفًا حقًا، تستطيع التحدث معه أثناء ركوبها لإحدى تلك وسأل المواصلات المشتركة الجديدة!
أعزاءي القراء،يقترب الصيف علينا بسرعة وعندما تشرق الشمس تغمرني السعادة. ولكن هذا الصيف قد تكون الفرحة محدودة لحد ما. من المرجح أن البعض منكم يشعر بنفس الفرحة المحدودة هذه، نظراً لم نعيشه من أجواء كورونا والحرب المفزعة في أوكرانيا على مدى الأسابيع والشهور الماضية. وأثر الحرب واضح في ألمانيا، وهو ارتفاع أسعار البنزين -مما يجعل لموضوع تغيير أساليب التنقل والاتجاه نحو أساليب مواصلات مستدامة لحماية المناخ أهمية إضافية.
لذا أود أن أقدم لكم اليوم فكرة "التنقل المشترك". في الغالب ما ستكونون بالفعل على دراية بمعنى هذا المصطلح. أنا عن نفسي، كنت بحاجة أن يشرح لي حفيدي ميشي هذا المصطلح، والذي على حد قوله يعني: اشتراك عدة من الأشخاص في ركوب وسيلة المواصلات نفسها من أجل توفير الموارد الطبيعية وحماية البيئة.
وبشكل عام تعلمون أنني محبة للتنقل والترحال. فأنا أحب التنقل بالسكوتر الكهربائي الخاص بي، أو ركوب القطار إذا اضطررت للتنقل لمسافة بعيدة -على سبيل المثال أثناء ذهابي في رحلة للتزلج في الجبال، قد تتذكرون هذه القصة. وحفيدتي ميري في هامبورغ لديها عجلة شحن ذات محرك كهربائي مساعد، والتي تمكنت بالفعل من قيادتها وتجريبها. ولكن ماذا عن اللذين قلت قدرتهم على التحرك والترحال وعن هؤلئك اللذين يعيشون مثلي في منطقة ريفية؟ أو سكان المدن اللذين لا يريدون التنقل بالسيارة، ما هي وسأل المواصلات المستدامة المتاحة لهم.
التنقل المشترك في المدينة
لا تزال السيارات هي المشكلة الرئيسية في المدن. وبالأخص فيما يخص عددها الكبير! ولكن يمكن لتشارك الدراجة والسكوتر المساعدة على تقليص الحاجة للسيارات. عليكم معرفة أن عندما يتم الحديث عن السكوتر، يتم التمييز بين السكوتر الكهربائي ذو المقعد، والذي امتلكه على سبيل المثال، وبين السكوتر الكهربائي دون مقعد أو ما يسمى بسكوتر الوقوف. ومع ذلك، إذا تم استخدام كلاهما على سبيل كبديل للمشي على الأقدام لقضاء المشاوير القصيرة، فهذا لن يساعد البيئة، بل على العكس تمامًا، سيضرها.سكوتر تشاركي
ولكن إن قام الفرد منا باستئجار سكوتر الوقوف الكهربائي بالتوافق مع استخدام وسائل النقل العام المحلية، وذلك لتجنب استخدام السيارة، فلقد اختار حينها الخيار الصحيح فيما يخص الحفاظ على البيئة. وفقًا لبعض الاستطلاعات، يتم استخدام سكوتر الوقوف الكهربائي بشكل أساسي لقضاء وقت الفراغ وليس للذهاب إلى العمل أو التدريب المهني. لكنني آمل أن يتغير سبب استخدام السكوتر بسرعة، وقد يحدث هذا بالفعل في الفترة القادمة، نظراً لارتفاع أسعار البنزين.تمت الموافقة على ترخيص السكوتر الكهربائي كوسيلة مواصلات عامة في حركة مرور المدن الألمانية في يونيو ٢٠١٩. ولحسن الحظ تم تحديث تكنولوجيا تصنيع السكوترات تلك، منذ ذلك الحين. يقال حتى حالياً إنها أصبحت أكثر استدامة وأكثر قوة ودوام. يعمل الموردون الرائدون لهذه السكوترات في السوق على انتاجها وتوفيرها للعامة لتكون محايدة للمناخ، حتى أن لديهم الهدف إلى الوصول بالسكوترات إلى إنتاجية سلبية لثاني أكسيد الكربون. لكن لا تزال هناك مشكلة البطاريات، معظم البطاريات المستخدمة في السكوترات هي ليثيوم أيون. تحتوي على مواد خام مثل الكوبالت والنيكل والنحاس أو الألومنيوم، والتي يعد تعدينها ضارًا بالصحة والبيئة. لذا: ليس من السهل اقتراح السكوترات كوسيلة المواصلات المثالية فيما يخص الحفاظ على البيئة. عليكم إذاً مقارنة ايجابياتها وسلبياتها بتمعن.
انطلق على الطريق مع التطبيق والخوذة
ليس من المسموح قيادة سكوتر الوقوف الكهربائي على الأرصفة أو طرق المشاة، يجب قيادته في الشارع أو على جانب الطرقات إذا لم تكن هناك طرق مخصصة للدراجات. مما يعني أيضاً أن المناطق المخصصة للمشاة لا يسمح فيها أيضاً ركوب السكوتر. بالإضافة إلى ذلك، ينص القانون أن سكوتر الوقوف الكهربائي لا يسمح لأكثر من فرد ركوبه، ويفضل أن يكون مرتديًا لخوذة وألا يقل عمره عن ١٤ عامًا. بينما هناك بعض من مقدمي خدمات السكوتر، الذين ينصون أن الحد الأدنى للسن يجب أن يكن ١٨ عامًا. ويوجب على المستخدمين التسجيل عبر التطبيق الخاص لمقدمي الخدمة، حتى ولو كانت المسافة التي تودون قطعها بضع مئات من الأمتار فقط. يتم المحاسبة على استخدام السكوتر أيضًا من خلال التطبيق المعني. تختلف تكلفة المشوار، فبالإضافة إلى السعر الثابت والأساسي لاستخدام السكوتر يضاف اليه سعر الدقيقة، وهو سعر متغير مبني على مدة استخدام السكوتر، ويختلف تسعيره على حسب المدينة واليوم والوقت الذي استخدم السكوتر فيه. أنها خدمة سهلة الاستخدام بالفعل، ولكن من المهم ألا تهملوا بسبها ممارسة الرياضة والحركة الجسدية الطبيعية.التنقل المشترك في الريف
بالإضافة إلى هذا الشكل من أشكال التنقل المشترك، والذي يتضمن أيضًا مشاركة السيارة، هناك ما يُعرف باسم مشاركة الركوب. إذا كنتم تفكرون أن أوبر هو أحد تلك الخدمات التي تقدم مشاركة الركوب، فأنتم للأسف مخطئين. لا علاقة لخدمة السيارات الأمريكية بالركوب المجاني التي تتيحه بعض المنصات، والتي تقع ضمن مشاركة الركوب. على مع ذلك أن اعترف، انني كسيدة عجوز اضررت الضحك قليلاً عندما قرأت لأول مرة عن فكرة مشاركة الركوب. وذلك لأن هذا النوع من التشارك طالما ما كان موجود منذ أن تم اختراع المركبات والسيارات. أما الفرق هو فقط أن جيلنا كان يطلق عليه اسم "توصيلة جماعية" أو "استيقاف السيارات للركوب بالمجان". ومع ذلك، فإن التطور المستجد لذلك المبدأ هو إضافة فكرة "محطات الركوب المنظمة" في المناطق الريفية. هل سمعتم من قبل عن منصات مشاركة الركوب؟يرجى الركوب لفترة وجيزة فقط
إذا قمتم بالوقوف في الصباح أو المساء على إحدى الطرق العامة في الريف، فعادة ما سترون شخصًا جالسًا بمفرده في السيارة. ربما يكون الشخص هذا في طريقه إلى العمل أو التسوق في إحدى المتاجر الكبيرة، نظراً لأن متاجر القري الصغيرة في الغالب ما تكون قد اغلقت ابوابها منذ فترة طويلة للمشترين وللأبد. نعلم أيضًا أن وسأل وخطوط النقل العام في المناطق الريفية في الغالب ما تكون محدودة، وفي بعض القرى النائية غير متواجدة بالأصل. إذن ما الذي يمكن أن يفعله شخص لا يمتلك سيارة خاصة، أو ربما شخص لا يريد استخدام السيارة عن عمد ومع ذلك يتعين عليه الانتقال من أ إلى ب؟ فكيف له أن يصل إلى وجهته دون تدابير وتنظيم مرهق، وبدون ارتباط طويل الأمد بإحدى وسأل المواصلات؟ الحل المحتمل هو: الركوب المشترك، آي أن يجد الفرد شخصاً أخر متجه أيضاً إلى نفس الاتجاه، أو الوقوف عند إحدى محطات الركوب المنظمة، حيث يمكن أن يجد أشخاصاً قد علقوا لافتة مثبتة تُظهر اتجاه السيارات أو الوجهة المطلوبة. اختارت العديد من المجتمعات الريفية الصغيرة في بافاريا بالفعل هذا الأسلوب من التنقل المشترك. وما زال العديد من الناس يفكرون في تبني ذلك. بالمناسبة، يمكن أيضًا للتنقل المشترك أو مشاركة السيارات أن يكون له فائدة كبيرة فيما يخص التنقل داخل المدينة.التغيير يأتي بشكل غير متوقع في كثير من الأحيان
إذا قامت إحدى القرى الريفية بإنشاء شبكة من محطات الركوب المنظمة في الأماكن العامة، والتي تتميز في أحسن الأحوال بتصميم موحد وترسل فورًا إلى المارة من السيارات الرسالة، أن الشخص الجالس بالمحطة يرغب في أن يصطحبه معه أحد الساقين. يمكن حينها لكبار السن على وجه الخصوص العثور على شخص يمكنه اصطحابهم إلى الطبيب أو إلى المتجر. أما الميزة الإضافية لتلك المحطات أنها ستعطي الفرصة لخلق علاقات اجتماعية لطيفة، أو محادثات شيقة، ربما بين شخصين وحيدين. أو قد يستخدم أحد السياح المحطة فيحصل على معلومات ونصائح جيدة من أحد السكان المحليين فيما يخص الأماكن التي يتوجب على الزائرين زيارتها. على أي حال، أجد الفكرة ساحرة للغاية وأتمنى أن توفر العديد من المدن والقرى أكبر عدد ممكن من محطات الركوب المنظمة هذه. فمن يدري إلى متى سأكون قادرة على ركوب السكوتر الخاص بي.
ومع ذلك، إذا لم يجد الفرد أحداً يصطحبه في طريقه، لكي يصل إلى مكان أو ميعاد ما فقد يصبح ذلك مشكلة. ولكني أريد تجربة مشاركة الركوب، لذلك سأحرص على التخطيط لمشواري بتأني وحسبان وقت كافٍ له كإجراء احترازي. فأنا على أي حال لدي ما يكفي من الوقت للتخطيط في هذا السن من عمري...
وبذلك أود أن أشكركم على الوقت الذي خصصتموه لقراءة ارائي وأفكاري فيما يخص التنقل المشترك. دعونا نأمل سوياً أن يحدث هذا التغيير والتحول لمفهوم التنقل والمواصلات في النهاية بشكل شامل حقًا!
مع أطيب التحيات،
عزيزتكم ترود
٢٠٢٢ مايو