خارج المسار: بحيرة فالخنزي  أجواء الكاريبي في جبال الألب

مناظر كاريبية في جبال الألب، كيف يكون هذا ممكنًا؟ لا يرجع الأمر بالتأكيد إلى الطقس أو قرب البحر. ومع ذلك، تُعرف بحيرة فالخنزي بـ"كاريبي بافاريا" لسبب وجيه. لذا، حان الوقت لارتداء النعال الصيفية والنظارات الشمسية، ولنلقِ نظرة على ما تقدمه هذه البقعة الكاريبية المحلية.

إذا سألت الإنترنت لماذا يبدو البحر أحيانًا بلون أزرق رائع وأحيانًا بلون أخضر جميل، ستتفاوت الإجابات:

• لأن السماء تنعكس في البحر.
• لأن جزيئات الماء تعكس الضوء القصير الموجة.
• لأن أعيننا تميز اللونين الأزرق والأخضر أكثر من الألوان الأخرى.
• لأن البحر عميق، وكلما كان أعمق كان أكثر اخضرارًا وزرقة.

لكن إذا سألت الإنترنت لماذا تتميز بحيرة فالخنزي في بافاريا بهذا اللون الأخضر والأزرق الزاهي، فإن الإجابة دائمًا هي: يعود السبب إلى النسبة العالية نسبيًا من كربونات الكالسيوم.

تُعد كربونات الكالسيوم بلورات كلسية تتفاعل مع المياه النقية لجبال الألب وتعكس أشعة الشمس، مما يمنح البحيرة هذا اللون الأخضر والأزرق الجميل. وبذلك، يُحل اللغز: كل ما نحتاجه هو القليل من كربونات الكالسيوم، وهذا ما يجعل أجواء الكاريبي حاضرة في بافاريا، وتبدأ أجواء الإجازة بالظهور – "بورا فيدا" بين ميونيخ وإنسبروك!

تعد بحيرة فالخنزي واحدة من أجمل المواقع التي تقدمها بافاريا. تقع في منطقة باد تولتس، وهي واحدة من أكبر (١٦ كيلومتر مربع) و أعمق البحيرات الألبية (١٩٠ متر) في ألمانيا. بفضل جمالها الطبيعي، توفر بحيرة فالخنزي مجموعة واسعة من الأنشطة الترفيهية. يمكن للمتنزهين استكشاف مسار جاكوبس حول البحيرة، وهو جزء من طريق الحج الأوروبي الشهير إلى سانتياغو دي كومبوستيلا (أسبانيا). يقدم المسار إطلالات خلابة على البحيرة والجبال المحيطة، وهو وجهة لا بد من زيارتها لعشاق المشي.

لكن بحيرة فالخنزي لها أيضًا تاريخ سينمائي مثير للاهتمام. في عشرينيات القرن الماضي، كانت موقع تصوير فيلم ألماني صامت شهير بعنوان "جبل القدر". أضفت المناظر الطبيعية المذهلة أجواء خاصة على المشاهد الدرامية للفيلم، رغم أن التأثيرات اللونية الفريدة لمياه البحيرة لم تظهر بسبب كون الفيلم بالأبيض والأسود.

في عام ٢٠٠٨، قام المخرج الألماني مايكل "بولي" هيربيغ بتصوير فيلمه الناجح "ويكي والرجال الأقوياء" في بحيرة فالخنزي. بعد التصوير، تم تحويل مواقع الفيلم إلى منتزه عائلي للفايكنغ يُسمى "فلاك" على ضفاف البحيرة. ترسو هناك أيضاً سفينة فايكنغ ضخمة، وتوجد أيضًا بعض أكواخ الفايكنغ الأصلية. بالإضافة إلى ذلك، يُقام هناك كل عام في شهر سبتمبر سوق الفايكنغ. وهكذا، يمكن للزوار أن يشعروا وكأنهم في الكاريبي مع القراصنة أو في اسكندنافيا مع الفايكنغ، رغم أن لا قراصنة كاريبيين ولا فايكنغ شماليين قد وطئوا هذه الأرض من قبل.

٢٠٢٣ نوفمبر