خارج المسار | حديقة المناظر الطبيعية دويسبورغ نورد - مزيج من "ستيم بانك" والطبيعة الخضراء  ستيم بانك في البرية

مغامرة لا تُنسى بين الأنابيب، والغلايات، والسلالم، والنباتات: حديقة المناظر الطبيعية في دويسبورغ نورد تأخذك في رحلة ساحرة عبر الزمن، حيث يلتقي تاريخ الصناعة مع الطبيعة. لا يمكن تصور تجربة أكثر إثارة لاستكشاف تاريخ منطقة الرور.

حتى هوليوود تعرف هذه الحديقة المميزة في دويسبورغ، فقد صُوّرت هنا أجزاء من فيلم "ألعاب الجوع: أنشودة الطيور المغردة والثعابين" (The Hunger Games: The Ballad of Songbirds & Snakes). كانت هذه الساحة تستخدم لإنتاج الحديد الخام حتى عام ١٩٨٥، ثم تحولت إلى وجهة مفتوحة للزوار منذ عام ١٩٩٤، حيث أصبح المكان الآن منطقة ترفيهية فريدة داخل ساحة مصنع قديم. مزيج من عبق الصناعة المهجورة والطبيعة الجديدة يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.

وقد تولى الفنان البريطاني جوناثان بارك إضاءة الحديقة في عام ١٩٩٦، لتشرق بألوان متألقة عند حلول المساء منذ ذاك الحين، حيث ترمز الإضاءة باللون الأخضر إلى الغاز، والأزرق إلى الماء، والأحمر إلى النار والحرارة، وهي الألوان المستوحاه من مصنع ثيسن القديم.

تسلق السلالم القديمة للمصنع يتطلب شيء من الشجاعة، إذ يصل ارتفاعها إلى أكثر من ٧٠ مترًا، حيث يتيح هذا الارتفاع رؤية مناظر خلابة لمنطقة الرور بأكملها، وعندما يكون الجو صافياً، يمكن حتى رؤية برج التلفزيون في دوسلدورف، ومع ذلك، فإن المشهد الأكثر إثارة يكون تحت قدميك، حيث ترى من منصة المشاهدة أنقاض المصنع، بأنابيبه وغلاياته، التي تروي قصة الصناعة في منطقة الرور.

أهل دويسبورغ يستخدمون الحديقة أيضاً لإقامة فعاليات متنوعة، مثل السينما المفتوحة في موسم الصيف، منافسات ألعاب الرور الرياضية، ومهرجان "تراوم زايت". السؤال هنا ليس عما تقدمه الحديقة، بل عما لا تقوم بتقديمه للزوار. أما الباحثون عن المغامرة فيمكنهم الغوص بين حطام سفينة والعديد من السيارات الغارقة في خزان غاز قديم يصل عمقه إلى ١٣ مترًا، أي ما يعادل عمق مبنى من خمسة طوابق. توجد أيضًا حديقة تسلق جبلية في المنشأة السابقة لتخزين خام الحديد، كما يوجد مسار مغامرات مرتفع يمرعبر قاعة صهر مهجورة وفرن عالٍ متوقف عن العمل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للزوار أيضًا التمتع بملاعب الأطفال، وملعباً رياضياً، وصالة مخصصة للتزلج وركوب الدراجات الجبلية. يمكن للزوار أيضاً استكشاف الحديقة، التي تحتوي على حوالي ٧٠٠ نوعاً من النباتات، وذلك من خلال جولة بالدراجة، والتي تبدأ من "محطة مشاركة الدراجات".

يكفي القليل من الخيال لتجد نفسك منغمسًا في عالم من "السايبربانك" مليء بالخضرة أثناء التجول في الحديقة، وتتلاشى هنا قواعد الخيال العلمي التقليدي: فبدلاً من الأجواء الكئيبة والمظلمة التي ترتبط عادة بهذا النوع من الخيال العلمي، يكتشف الزوار في هذا المعلم الصناعي إحدى أجمل مناطق الترفيه والاستجمام في أوروبا والعالم.

٢٠٢٤ مايو