الوصول السريع:

(Alt 1) إذهب مباشرة إلى المحتوى (Alt 2) إذهب مباشرة إلى مستوى التصفح الأساسي
Claim Goethe Institut Claim Goethe Institut

الاراضي الفلسطينية

Digitale Kunstakademie© Goethe-Institut Ramallah

بعد التحوّل: برنامج تربوي فنّي خارج نطاق المعتمد

بدأ برنامج "بعد التحول" مسيرته المثيرة في شهر تشرين الثاني بدعم من عدد من الموجهين المتميزين مع عريب طوقان وكمال الجعفري وضرار كلش.الدرجة التي حظي بها البرنامج بتقدير عالي من قبل المشاركين والموجهين حتى الان يعد إنجازا كبيرا. جزء من هذا النجاح هو الواقعة ان أصبحنا من خلال إنشاء منصة من هذا النوع، أكثر ارتباطًا بالفنانين الموهوبين الناشئين في غزة.
 

"بعد التحول" تثري المشهد الفني في غزة

 
بدأ برنامج  "بعد التحول" مسيرته المثيرة في شهر تشرين الثاني بدعم من عدد من الموجهين المتميزين مع عريب طوقان وكمال الجعفري وضرار كلش.الدرجة التي حظي بها البرنامج بتقدير عالي من قبل المشاركين والموجهين حتى الان يعد  إنجازا كبيرا. جزء من هذا النجاح هو الواقعة ان أصبحنا من خلال إنشاء منصة من هذا النوع، أكثر ارتباطًا بالفنانين الموهوبين الناشئين في غزة.

 
بدأ برنامج  "بعد التحول" مسيرته المثيرة في شهر تشرين الثاني بدعم من عدد من الموجهين المتميزين مع عريب طوقان وكمال الجعفري وضرار كلش. وبدأت المجموعة التعليمية الثانية بعنوان "الحركة" مع الموجّه والمخرج كمال الجعفري في الثاني عشر من شهر شباط. تتناول هذه المجموعة التعليمية دور الصور المتحركة بالإضافة إلى تجارب وممارسات الوسائط السمعية والبصرية الجديدة. فالقضايا التي تتطرق إليها هذه المجموعة مرتبطة بالمجموعة التعليمية الأولى مع الموجهة عريب طوقان (النظر - تحرير النظر من الاستعمار)، والتي انتهت جلساتها في شهر كانون الثاني. أما في المجموعة التعليمية الثانية "الحركة"، تمّ الانتقال إلى مجال إنتاج الأفلام والفيديو والتلفزيون ومناقشة العواقب وخيارات الترجمة في إطار خبرات وممارسات مشاركي البرامج . أما بالنسبة للمجموعة التعليمية الثالثة والأخيرة، فإن عنوانها "السمع" يشير إلى أهمية أن يُسمع صوتنا والقدرة على الاستماع إلى شخص أو لشيء ما. تربط  في النهاية بين المجموعتين السابقتين وسياسة الكلام غير الحر: إلى من تستمع، ومن يتم إعطاؤه الفرصة للتحدث، وما دور غياب صوت البعض بسبب عقبات الترجمة، ومن يتحدث نيابة عن من؟ ستبدأ آخر مجموعة تعليمية في شهر نيسان مع الموجّه والفنان والمحاضر ضرار كلش.
 
نظرًا لأن هذا مشروعًا تجريبيًا، فإن الدرجة التي حظي بها البرنامج بتقدير عالي من قبل المشاركين والموجهين يعد إنجازا كبيرا. ومن خلال إنشاء منصة من هذا النوع، أصبحنا أكثر ارتباطًا بالفنانين الموهوبين الناشئين في غزة. ومن خلال مشاهدة الجلسات القليلة الأولى مع عريب، بصفتها الموجهة للمجموعة الأولى، اتضح انسجام المجموعة مع بعضها البعض، حيث شعر المشاركون بالراحة في طرح الأفكار وتبادلها مع بعضهم البعض ومع الموجّه. بالإضافة إلى ذلك، اقترح المشاركون وأجروا عدة جلسات مناقشة منفصلة عبر الإنترنت بعد الجلسات. كما ناقشوا فكرة التعاون لإنتاج عمل فني مشترك في نهاية البرنامج. نتيجة لهذا النجاح الملحوظ، فإن التوقعات المحتملة لتطوير البرنامج قد تكون عبر تنظيم معرض فني من أجل إنشاء منصة لمشاركة الأعمال الفنية للمشاركين مع عدد كبير من الناس في غزة أو رام الله أو حتى في ألمانيا.

برنامج "بعد التحول" موجه للفنانين/ات المقيمون/ات في مدينة غزة. يدعوهم هذا البرنامج الرقمي على مدار ستة أشهر للتعليم وقيادة النقاش، بهدف توفير مساحة للتفاعل وتوزيع المعرفة ونقلها، لجعل وجهات النظر والمواقف المختلفة مرئية .ومعززة

قد تكون تجربة الإغلاق الشامل للحياة العامّة بسبب جائحة كوفيد-19 حقيقة مشتركة فيما بين مليارات الناس في جميع بلدان العالم تقريباً. أمّا تقييد الحركة، فيشكّل واقع الحياة اليوميّة للناس في غزّة منذ سنة 2007، عندما بدأ الحصار، وحرمت مليونَين من البشر من حقّهم في حريّة الحركة. في ظلّ جائحة الكورونا، بات الشعور بالعيش في ظلّ الإغلاق مشتركاً في كلّ أنحاء العالم، رغم اختلاف الظروف (المسبَقة) بالطبع. واليوم، وبخبرتهم في التعامل مع هذه الأزمات، فقد انقلبت الأوضاع، بحيث أصبح الناس في غزّة متقدّمين علينا على نحو ما.
 
وفي نفس الوقت، تسبّبت الجائحة بتحوّل وتغيير كبيرَين، وبقفزةٍ إلى نقطة اللّا عودة. فرغم الانقطاع المادّي والجغرافي، تتمّ كتابة سرديّة مشتركة وصَوغ ذاكرة جماعيّة، والتي قد تفتح بوّابة لإحساسٍ جديد بكيفيّة حضورنا في العالم-كيف نتواصل وكيف نرتبط بالحقائق البعيدة عن واقعنا. تجري إعادة بحث لفعل التضامن وإطلاقه في ضوء جديد. لقد تطوّر بعد التحوّل خلال السّنتَين الماضيَتين، لكنَّ نهجه بات الآن أكثر حدّة من أيّ وقت مضى. من فكرة التعليم الرقمي، إلى التعلّم التشاركي، ودَمقْرطة تبادل وإنتاج المعرفة، ثمّة اهتمام خاصّ يُعطى للترجمة، بعيداً عن التراتب الهرميّ وعن علاقات القوة الخاصّة بالمعرفة.
 
إنَّ تجربة الإغلاق والعزلة التي تسبّبت بها الجائحة تسلّط الضوء على حساسيّة أنظمة الإمداد العالميّة وانقطاعاتها الكثيرة، وتأثير ذلك على مختلَف المهَن في القطاع الثقافي. لقد شكّل الإغلاق على قطاع غزة تحدّيات كبرى للفنّانين منذ وقت طويل. بالنسبة للمشهد الفنّي في غزة، هذا يعني الانقطاع، دون إمكانيّة للوصول إلى الموادّ والموارد اللازمة للفنّانين، واكتساب المعرفة حول التقنيّات الجديدة، ومواجهة استحالة نقل الأعمال الفنّية إلى خارج الحدود إلى أماكن إقامة المعارض والمتاحف. وبالتالي، لا يمكن شمول الأعمال الفنّية المنتَجة في غزّة، وهي بالتالي غائبة عن التَّأريخ، والتوثيق والأرشيف. يهدف المشروع إلى بناء سرديّة لتاريخ الفنّ تتجاوز ما هو سائد وتتضمّن وجهات النظر الفنّية هذه. بالإضافة إلى القيود الماديّة، هناك قيودٌ مفروضة على الوصول إلى الخطاب في حقول الفنّ والمشاركة في الحوار والنقاش، رغم تزايد الاهتمام خلف الحدود في الإنتاج الفنّي، والأعمال والممارسة الفنّية، وفي الاستماع إلى تعبيرات المشهد الفنّي المحلّي وقوّته الإبداعيّة في غزّة. إنَّ الديناميكيّات وعلاقات القوّة التي تشكّل أنظمة وهياكل العالم الحديث تسعى للمحافظة على عدم التناظر في علاقات الاتصال وعلى القطيعة، بين من هم تحت الحصار وبين باقي العالم.   
 
وفي ظلِّ هذه الأوضاع، يأملُ بعد التحوّل أن يقومَ بفتح منصّة وبرنامج آمن للتأمّل وتبادل ونقل المعرفة في فضاء فنّي رقميّ حرّ، وذلك باتّباع فكرة التعليم والنقد الرقميّ المستوحاة من بول فرير. إذن، يعمل الفضاء الفنّي الرقميّ الحرّ كمكان للتفكير النقديّ وإنتاج المعرفة التأمليّة من خلال ربط خبرات الحياة اليوميّة بالمحتوى الأكاديمي والإبداعي. إنَّ الإصغاء إلى الحقائق العديدة ومختلف "طرق معرفة وتجربة العالم" هو أمر أساسي. هي دعوة إلى أخذ الكثير من وجهات النظر في عين الاعتبار، "وخصوصاً وجهات نظر أولئك الذين تُثار التساؤلاتُ بشأن وجودهم بحدِّ ذاته، ويعتبرُ غير ضروريّ وغير ذي أهمّية"، على حدّ قول دابليو.إي.بي. ديبوا (مالدونادو-توريس، 2008:8).  
 
يشكّل التعليم الرقميّ النمط المناسب الذي يوفّر فرصة للخروج من بنى نقل المعرفة ذات الأفق المسدود، والخوض في تجربة طرقٍ جديدة. ويمكن للفضاء الفنّي الرقميّ الحرّ أن يعملَ كمساحة مضادّة، متحدّياً التعليم النظامي الأكاديمي، كاستجابة لغياب تعليم الفنّ في غزّة، حيث تضرّ الرقابة المفروضة بمناهج دراسات الفنون الجميلة. في مثل هذا الحيّز، يصبح تغيير توزيع الأدوار بين المعلّمين والطلّاب، وأيّهما يتعلّم من الآخر أمراً ممكناً. وبعيداً عن توسّط المعرفة لمرافقة وتوجيه عمليّة التعلّم، مع القدرة على توفير تغذية راجعة نقديّة، ينقلب مفهوم من هو "العارف"، وما الأمور التي تنبغي معرفتُها. إنَّ بعض جوانب التواصل الرقمي، والمترافقة مع منهجيّة إنهاء الاستعمار، توفّر مقاربةً تُحوّل العلاقة غير المتناظرة بين الداخل والخارج، والمركز والأطراف، أي بين الأمور ذات الأهمّية والأمور غير المهمّة. كما أنَّ هذا يلقي الضوء أيضاً على أهميّة توفّر المعرفة باللغة العربيّة.
 
إنَّ ما تمَّ تصميمه لبرنامج تعليم الفن بعد التحوّل بهدف التغلّب على فكرة الإغلاق والحصار-وإن كان بشكل مؤقّت وواسع الخيال-وتحرير ممارسة تعليم الفنّ من الواقع القائم على الأرض، هو أمر بات شأناً عالميّاً في ظلّ الظروف الحالية الناجمة عن فيروس الكورونا، وللتغلّب على الإغلاقات المفروضة على المدارس والجامعات. إنَّ وضع التعليم والمعرفة الرقميّة بالإضافة إلى القدرة على الوصول إليهما أصبحت ملحّة الآن أكثرَ من أيّ وقتٍ مضى. وكما أنَّ غزة متقدّمةٌ علينا -بشكل لا إرادي-في التعامل مع الأزمات، فإنَّ الساحة الثقافيّة هناك هي أيضاً متقدّمة على الكثيرين في الاستفادة من الرقمنة: فكرة البثّ كواقع دائم وكسبيل وحيد لإجراء تواصل ذي معنى.
  
يهدف منهاج  بعد التحوّل إلى إظهار، وفتح، وتشجيع وجهات نظر ومواقف متميّزة بشكل جذري تقوم باستكشاف الفنّ السائد والتعليم الأكاديمي النظامي الغربي، وبحث ما إن كان هو الإطار الوحيد الصالح، وإمكانيّة الوجود، والتحليل والفكر النقدي.      

حول أهمّية الترجمة 

من المعروف أنَّ ترجمة النصوص المكتوبة والمسموعة هي عمليّة معقدة، بينما يمكن للّغة البصريّة أن تصل بما يتجاوز إطار اللغة. كذلك الأمر، يمكن ترجمة النظريّات، والأفكار والتفكير في شتّى التخصصات، وترجمة المصطلحات، والمعارف أو الممارسة المتضمَّنة، وبالتالي التطرّق لجوهر توزيع المعرفة (وما يتمّ تعليمه وتبادله في التعليم النظامي على سبيل المثال).
 
لقد بات تعبير "الترجمة وفق السياق" contextualization مصطلحاً شائعاً في هذا العمل، وهو يُستخدَم في المقاربات النظريّة والعمليّة على حدٍّ سواء. ولكن ما معنى هذا المصطلح؟ وما معنى أن تُترجمَ النظريّات ضمن فهم محدّد للتوطين اللغوي “localization” ، وللترجمة وفق السياق، والترجمة على أساس الخلفيّة الاجتماعيّة والسياسيّة؟ هل تتغيّر النظريّات مع تغيّر السياق؟ يشدّد ستيوارت هول على أنَّ "...الترجمة هي عمليّة متواصلة من إعادة تمفصل وإعادة الوضع وفق السياق دون فكرة وجود مصدر أصلي" (Hall هول: 1996:393). غير أنَّ النظريّات قائمة في علاقات القوّة الجيوسياسيّة والتي تهيمن على الخطاب الحالي الأكاديمي والفني. وما يزال هذا التوجّه يشكّل مقاربات مجَنّسة (جُعلَت متجانسة) -ويخلق توزيع معرفة غير متناظر ضمن النطاق المعتمد. يُعنى هذا البرنامج باستكشاف ما يكمن خلف ذلك السائد: يناقش المشاركون ويربطون مفاهيم نظريّات وممارسات الترجمة من خلال قراءة أعمال (نظريّات، وأفلام وأعمال فنّية) ومقارنتها بالمفاهيم السائدة، وتطبيق الممارسة التأمليّة على جملة أعمالهم وسلسلة أفكارهم.

 

أعضاء لجنة التحكيم

الموجهون/ات