أدت الاحتجاجات في السودان والتي امتدت لعدة أشهر، إلى الإطاحة بالرئيس عمر البشير، الذي حكم البلاد ما يقرب من ٣٠ عامًا، كما نددت المظاهرات ايضاً بالقيود المفروضة على حرية التعبير والصحافة، مثل الرقابة واحتجاز الصحفيات والصحفيين ، وعلى الرغم من ظهور مساحات جديدة للحوار العام في سياق الثورة، الا انها لا تزال موضع خلاف شديد: ولذلك تحتاج البلاد بشكل ضروري إلى فاعلين نشيطين وفاعلات في مجال وسائل الإعلام الجديدة، يمكنهم متابعة الحوار وعمليات التغيير في وسائل الإعلام المستقلة.
يتوجه معهد جوته الخرطوم من خلال مشروع "مساحات جديدة - مختبرات الميديا" للشباب والمؤسسات الإعلامية المستقلة، الذين يرغبون في الكتابة عن الاحتجاجات في البلاد، والمساهمة في النقاش العام، وسوف يتم اعداد برنامجاً تدريباً لصانعي محتوى الوسائل الإعلامية الجديدة الموجودة على الانترنت، مصمماً خصيصًا وفق احتياجاتهم، بالتعاون مع المنظمة السودانية الشريكةAndariya ، التي تعمل منذ عام ٢٠١٥ على تشغيل منصة متعددة الوسائط عبر الإنترنت والتي تحتوى على مساهمات صحفية مستقلة حول موضوعات ذات أهمية اجتماعية وايضاً تعليمية ترفيهية.
في السنة الأولى من المشروع، أي في ٢٠٢٠، سيكون التركيز في البدء على تكوين صورة شاملة عن وسائل الإعلام السودانية المزدهرة على الإنترنت في الوقت الحالي، حيث ارتفع عدد المؤسسات الإعلامية المستقلة والصحفيات والصحفيين المدنيين بشكل كبير. بمشاركة الفاعلات والفاعلين من مجال وسائل الإعلام عبر الإنترنت، سيتم تحليل احتياجاتهم وتطوير برنامجاً تدريبياً لهم. بالإضافة إلى عامل المشاركة سوف يعزز ذلك أيضًا من عملية التواصل الجماعية. تهدف سلسلة من منتديات المناقشة إلى خلق مساحة للنقاش بين الأشخاص الفاعلين في وسائل الإعلام عبر الانترنت، وبذلك يستطيعون تبادل الافكار والتعرف على التحديات التي تواجههم في عملهم، وتحديد الاحتياجات اللازمة في مجال التدريب.
بناءً على الاحتياجات التي سوف تتضح من خلال المنتديات، سيتم في خطوة أخرى اعداد برامج تدريب للمؤسسات الإعلامية والصحفيين المدنيين والصحفيات في مجال الإنترنت من خلال "مختبرات الميديا". تهدف "مختبرات الميديا" إلى دعمهم وتمكينهم لكي يستطيعوا تقديم منتج عالي الجودة والعمل بشكل مستقل ونقدي (ونقدي ذاتي)، سواء كان ذلك بشكل جماعي أو فردي، وبذلك يريد معهد جوته دعم صانعي محتوى الوسائل الإعلامية الجديدة المستقلين في السودان لإثبات أنفسهم في المشهد الإعلامي المزدهر حديثًا. في النهاية تقع على عاتق هؤلاء الفاعلات والفاعلون مهمة تقديم منصة إعلامية لحوار مكثف حول التغيير الاجتماعي والسياسي.
إحدى مشروعات معهد جوته بدعم من وزارة الخارجية الألمانية.