ساعة الاستشارة – عمود اللغة  اليوم هو الغد

جدارية على جدار مبنى Kunsthaus Tacheles السابق، تحمل العبارة: ?How long is now (كم يدوم الآن؟)
الصورة: الوقت نسبي: جدارية على مبنى متحف الفنون السابق تاشيلس في برلين © picture alliance / dpa | XAMAX

لماذا؟ متى؟ ماذا؟ بنات بيتينا فيلبيرت يكتشفن العالم بفضول – ويكتشفن معه خصائص اللغة الألمانية.  أمر مثير للغاية للآباء – وأحيانًا مرهق، لأن ليس كل تفسير ينجح بسهولة.

ابنتي الصغيرة البالغة من العمر عام واحد تتعلم الكلام حالياً. كأم نسوية، لا يمكنني أن أكون أكثر فخراً، فقد كانت كلمتها الأولى “لا”. وهي تستخدمها بشكل خاص عندما أعرض عليها طعاماً صحياً؛ فباستثناء الموز، لا تقرب أي فاكهة أو خضار من فمها. بالإضافة إلى ذلك، تتكون مفرداتها حتى الآن من كلمتي “لدى” و”مرحباً”. إنها تلوح لجميع من نلتقيهم في الشارع وتحييهم بـ”مرحباً” بطريقة مبهجة. كم هو جميل أن تتفاعل مع جميع الناس بهذه الصراحة دون أن تعرف شيئاً عن فظائع العالم.

فضول وإبداع

اللغة الألمانية ليست سهلة التعلم حتى بالنسبة للمتحدثين الأصليين: ابنتي البالغة من العمر أربع سنوات فهمت كيف يتم تكوين صيغ الماضي: "لقد لعبت"، "لقد نمت قيلولة"، "لقد شاهدت شخصية الرسوم المتحركة Peppa Wutz"، لقد "إرتكضت" إلى الحضانة – آه، نعم، الأفعال الشاذة في اللغة الألمانية، هناك بعض الصعوبات في استخدامها.

من حين لآخر، تخترع كلمات جديدة: “الشجيرة تشتَكّ جدًا”. وفي لعبة الأدوار، تظهر كائنات مثيرة للاهتمام: “أنا طفلة المدرسة وحيدة القرن وأنتِ الأم”. “ممم، حسناً”. في النهاية، كنت أتمنى ألا أضطر إلى لعب دور الأب والأم والطفل معها.

بسبب أطفالي كنت دائمًا مجبرة على إعادة النظر في نظرتي إلى العالم. منذ حوالي عام، كانت ابنتي في مرحلة “لماذا”. “لماذا تمطر؟”، “لأن الأشجار عطشى”. “لماذا عليك الذهاب إلى العمل؟”، “لأنني أحتاج إلى كسب المال”. “لماذا يقف هذا الطفل هناك؟”، “لا أعرف”.

يجب شرح الأسوأ أيضًا

ليس من السهل الإجابة على جميع الأسئلة. كل صباح في طريقنا إلى الحضانة، نمر بثلاثة حجارة عثرة تذكارية. لم تلاحظها ابنتي إلا عندما وضعت عليها الزهور والشموع لأول مرة في يوم ذكرى الهولوكوست. سألتني ما هي. شرحت لها أن هناك أشخاصًا كانوا يعيشون هناك وماتوا. “لماذا؟” “لأنه في الماضي، قتل أشخاص أشرار جدًا أشخاصًا آخرين لم يحبوهم”. لحظة، لنبدأ من جديد: “في الواقع، لم يكونوا أشرارًا جدًا، بل كانوا أشخاصًا عاديين، وكان أجدادك منهم أيضًا، وعلى أي حال، لا ينبغي قتل أي شخص!” كيف تشرح الهولوكوست لطفل صغير؟

متى يصبح المستقبل حاضراً؟

أحد الموضوعات التي تهم ابنتي كثيراً في الوقت الحالي هو "الزمن". لديها بالفعل إحساس به. كل صباح تستيقظ وتسأل: “ماذا سنفعل اليوم؟ من سيأخذني إلى الحضانة؟ من سيأتي لأخذي؟”؛ وفي المساء: “من سيضعني في السرير اليوم؟ ماذا سنفعل غداً؟”، “ليس لدينا خطط للغد حتى الآن"، “وماذا سنفعل بعد غد؟”، “بعد غد سنلتقي بصديقتك ألما”، هكذا أجيبها. لديها إحساس بالماضي والمستقبل. لكنها لا تعرف بَعد كم من الوقت سيستغرق غدًا بالضبط. غدًا، بعد غد، في عطلة نهاية الأسبوع، في الإجازة – كل شيء يبدو غامضًا في المستقبل.

ذات صباح سألتني مرة أخرى: “ماذا سنفعل اليوم؟”، “ليس لدينا خطط لليوم”، “لكنني ظننت أننا سنلتقي ألما”، “لا، سنلتقي ألما غدًا”، “لكن اليوم هو غدًا”، كان هذا ردها.

الزمن يمضي جيئةً وذهابًا

في نظرية السرد، يتم التفريق بين الزمن السردي والزمن المروي. يشمل الأول الفترة الزمنية التي يحتاجها الراوي لسرد قصة، أو الوقت الذي يحتاجه المرء فعليًا لقراءة النص، أما الزمن المروي، فيشير إلى الفترة التي يشملها محتوى القصة؛ فهو غير مرتبط بأزمنة وأماكن حقيقية. لهذا السبب قد تحتوي رواية على جملة “غدًا كان عيد الميلاد”، ولكن ألم يمر عيد الفصح توًا؟ ربما ليس الزمن خطيًا كما نحب أن نتخيل.

غنّت كريستيانه روزنجر ذات مرة: “كل شخص يعيش في عالمه الخاص، لكن عالمي هو العالم الحقيقي”. وفي عالم طفلتي، اليوم هو الغد.
 
Sprechstunde – die Sprachkolumne
In unserer Kolumne „Sprechstunde“ widmen wir uns alle zwei Wochen der Sprache – als kulturelles und gesellschaftliches Phänomen. Wie entwickelt sich Sprache, welche Haltung haben Autor*innen zu „ihrer“ Sprache, wie prägt Sprache eine Gesellschaft? – Wechselnde Kolumnist*innen, Menschen mit beruflichem oder anderweitigem Bezug zur Sprache, verfolgen jeweils für sechs aufeinanderfolgende Ausgaben ihr persönliches Thema.

Mehr Sprachkolumnen