لا تنتقد بيتينا فيلبيرت وحدها السياسة اللغوية السلطوية التي تنتهجها الحكومة الأميركية الحالية. إذ أنه عندما تختفي المصطلحات يصبح من الصعب تسمية الكثير من الأشياء. وفي بعض الأحيان يكون من الجيد أن تُستبدل بعض الكلمات. ثم من الذي قال إنه لا يجوز ابتكار كلمات جديدة؟
تشهد الأنظمة السلطوية صعودًا عالميًا، سواء في أوروبا أو أميركا الجنوبية أو الولايات المتحدة. فالصراع المجتمعي حول السيطرة على الخطاب يُدار أيضًا من خلال اللغة: في مارس ٢٠٢٥ أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحذف مجموعة كاملة من الكلمات. وصدرت مذكرات إلى الوزارات والهيئات والمؤسسات الممولة من الدولة تقضي بعدم استخدام مصطلحات بعينها. إذ تثير مصطلحات مثل التنوع والشمول، على وجه الخصوص، حفيظة إدارة ترامب. ومن بين المصطلحات التي أصبحت في خانة المحظورات مثلًا: «العنصرية» (racism) أو «السكان الأصليين لأميركا» (Native American). لكن، هل تختفي العنصرية من العالم لمجرد التوقف عن استخدام الكلمة؟حملة ضد اللغة
ينطبق الأمر نفسه على الكلمات المرتبطة بحقوق الأشخاص المتحولين جنسيًا ومتعددي الميول الجنسية . فمصطلحات مثل «الشخص الحامل» (pregnant person)، non-binaryغير ثنائي الجنس أو الهوية الجندرية gender identity يُفترض ألّا تُستخدم بعد الآن. حتى الاختصارات المستخدمة للشواذ والمتحولين ثنائي الجندر وخلافه مثل LGBTQ (lesbian, gay, bisexual, trans, queer) لم تعد تظهر كاملة في بعض المواقع، بل تُختصر إلى LGB وهو ما يٌعرف في اللغة العربية بمجتمع الميم. وبالنسبة لإدارة ترامب، لا يوجد سوى جنسين اثنين. لكن النساء المتحولات جنسيًا يبقين نساءً، حتى وإن حاول الجمهوريون إلغاء حقوقهن عبر الاستحواذ على اللغة.حتى الآن لم تحظر الحكومة الأميركية كلمات بشكل كامل. بينما يختلف الوضع في روسيا، حيث يُعاقب مثلًا على إطلاق كلمة الحرب على ما يحدث في أوكرانيا.
لكن هل يمكن حقًا حظر الكلمات؟ يمكننا أن نفكر بما نشاء في أي وقت، غير أن اللغة قوية وذات سلطة. اللغة تصنع عالمنا. اللغة تؤثر في طريقة تفكيرنا وما نستطيع أن نتخيله. وعندما تنقصنا المفردات للتعبير عن شيء ما، ينشأ خلل.
نظرة حالية على كتب الأطفال القديمة
أنا شخصيًا لا أريد أن أفرض حظرًا على الكلمات، لكن هناك بالفعل بعض العبارات التي لم أعد أطيق سماعها. على سبيل المثال: في مباراة كرة قدم لنادي BSG كيمياء لايبزيج، وصف المشجعون الفريق الخاسر في نهاية المباراة بـ"أبناء العاهرات". أو: عندما كنت في أعياد الميلاد عند والدتي وكنت أقرأ لابني من كتاب أستريد ليندجرين "أطفال شارع الضجيج»، اصطدمت بفصل يحمل عنوان: "لوتا عبد زنجي". تجاوزت المقطع أثناء القراءة. كانت والدتي تحتفظ بنسخة قديمة من الكتاب، لكن دار نشر أوتينجر ألغت الفصل بالكامل في الإصدارات الحديثة. منذ سنوات أيضًا تغيّر لقب والد بيبي لانجشترومف إلى "ملك البحار الجنوبية".المفردات العنصرية لم يعد لها مكان في كتب الأطفال اليوم. لكن المشكلة تظل قائمة رغم الحذف أو إعادة التسمية: فمجرد أن يُحذف لفظ ما من الاستعمال لا يعني أن المفهوم قد اختفى. يظل والد بيبي في النسخ الجديدة أيضًا مستعمرًا استغلاليًا.
إعادة تأويل إيجابية
نظرًا لصعوبة استبعاد الكلمات تمامًا من اللغة وتحريمها، تلجأ الحركات اليسارية والنسوية باستمرار إلى تجديد الاستخدام: أي أن تُعاد صياغة الكلمات التي كانت سلبية يومًا ما لتصبح إيجابية. فكلمة queer أي عابر جنسيًا كانت تعني بالإنكليزية في الأصل «غريب الأطوار» أو «مضحك». لكنها أصبحت اليوم هويةً ذاتية. الأمر نفسه حدث مع كلمة «عاهرة» (Schlampe). ففي عام ٢٠١١ قال شرطي كندي إن على النساء ألا يرتدين «مثل العاهرات» حتى لا يصبحن ضحايا. النتيجة: انطلقت مسيرات عالمية تحت اسم Slut Walks، أو مسيرات العاهرات وهي تظاهرات ضد الخرافات التي تُحاك حول حالات الاغتصاب.لكن تجديد الاستخدام لا ينجح دائمًا. فثنائي الهيب هوب SXTN أعلن عام ٢٠١٧ «لقد عادت العاهرات»، كما وصفت مغنية الراب Ikkimel نفسها بأنها «أكبر عاهرة في المدينة». غير أن استخدام الكلمة هنا تراجع إلى مجرّد استعراض، إذ غابت عنه الخلفية السياسية الأوسع كما حدث في الحركة الكويرية أو في «مسيرات العاهرات».
الأفضل أن نبتكر جديدًا
ماذا لو ابتُكرت كلمات جديدة بدلًا من أن يقتصر الناس على تجديد استخدام التعابير السلبية؟ عندها قد يتحوّل «أبناء العاهرات» إلى «أبناء الكلاب». وبدل كلمة «Fotze» (لفظ مهين للفرج) يمكن أن يقال مسمى العضو التناسلي للمرأة «Vulvina». وبدل «الاختراق الجنسي» (Penetration) يقال «Zirklusion». لا يمكن حظر الكلمات، لكن يمكن استخدام اللغة لتحديد أجندات جديدة وصياغة رؤى مختلفة.Sprechstunde – die Sprachkolumne
In unserer Kolumne „Sprechstunde“ widmen wir uns alle zwei Wochen der Sprache – als kulturelles und gesellschaftliches Phänomen. Wie entwickelt sich Sprache, welche Haltung haben Autor*innen zu „ihrer“ Sprache, wie prägt Sprache eine Gesellschaft? – Wechselnde Kolumnist*innen, Menschen mit beruflichem oder anderweitigem Bezug zur Sprache, verfolgen jeweils für sechs aufeinanderfolgende Ausgaben ihr persönliches Thema.
In unserer Kolumne „Sprechstunde“ widmen wir uns alle zwei Wochen der Sprache – als kulturelles und gesellschaftliches Phänomen. Wie entwickelt sich Sprache, welche Haltung haben Autor*innen zu „ihrer“ Sprache, wie prägt Sprache eine Gesellschaft? – Wechselnde Kolumnist*innen, Menschen mit beruflichem oder anderweitigem Bezug zur Sprache, verfolgen jeweils für sechs aufeinanderfolgende Ausgaben ihr persönliches Thema.
٢٠٢٥ مايو