دون فكاهة، دائمًا دقيقون، قليلوا الكلام، وباردون بعض الشيء - هذه الأوصاف قد تشير مباشرة إلى الألمان. يمكن توسيع هذه القائمة إلى ما لا نهاية، ولكن دعونا نلقي نظرة على خمس عادات تعتبر "نمطية للألمان".
الأحد، الساعة الثامنة والربع مساءً ،هو الوقت المحدد لمشاهدة "تاتورت"
١٢٧١ هو عدد حلقات مسلسل الجريمة "تاتورت" التي عُرضت على الشاشات حتى الآن. يُعتبر المسلسل أيقونة في صالونات المنازل الألمانية، بل يُعد لدى البعض مقدسًا كقداس الأحد. الشباب في العشرينيات يشاهدونه مع أصدقائهم في مطابخ شققهم المشتركة المُعتمة، بينما يجلس الأجداد في كراسيهم الكبيرة أمام التلفاز لمتابعته. سواء كانت "المحققة لينا أودنثال" المخضرمة، أو "البروفيسور كارل فريدريش بورني" الطبيب الشرعي المفضل لدى الجمهور، فإن أسماء هؤلاء المحققين مألوفة للألمان أكثر من أسماء أقاربهم البعيدين. حتى على تطبيقات المواعدة، يجد "تاتورت" مكانه ضمن تعريف الهوايات، مع تعليقات مثل: "أن لا تكون من عشاق تاتورت أمر غير قابل للتفاوض" أو "يوم الأحد المثالي بالنسبة لي، يتضمن شرب القهوة، والتنزه، ومشاهدة تاتورت". يبدو إذاً أن بين "تاتورت" والألمان علاقة متناغمة منذ زمن طويل!
كل يوم أحد تعرض حلقة جديدة من مسلسل "تاتورت" | الصورة (تفاصيل): Fotopress | Dwi -picture alliance / GeislerAnoraganingrum/Geisler-Fotop
التذاكر، من فضلكم!
قالت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل ذات مرة: "الإنترنت عالم جديد بالنسبة لنا جميعًا". ولكن المثير للإهتمام في ذلك، هو أن هذه العبارة لم تُقال في عام ١٩٩٧، بل في عام ٢٠١٣. تلخص هذه الجملة أيضاً كل ما يمكن قوله عن موقف الألمان تجاه الرقمنة. يمكن ملاحظة هذا النهج بوضوح في طوابير الانتظار أمام الفعاليات الرياضية والحفلات الموسيقية، أو على مقاعد القطارات السريعة في جميع أنحاء البلاد. هل لديك تذكرة؟ بالطبع، لقد أحضرت نسخة مطبوعة في حقيبتي، وربما تكون أيضاً محفوظة في ملف شفاف. سواء كان الأمر يتعلق بكبار السن في المطار أو حتى بشاب يبلغ ١٨ عامًا أمام ملعب كرة القدم، الجميع يفضل التذاكر و المستندات المطبوعة ويخاف من فقدان كود الـ QR الخاص به!
تذكرة القطار المطبوعة تشعرنا بالأمان! | الصورة (تفاصيل): © Fotopress | Christoph -picture alliance / GeislerHardt/Geisler-Fotopress
مهما كانت فئة السيارة أو نوعها، السيارة تُعتبر كنزًا ثمينًا. لا يهم إن كانت سيارة قديمة تم الحفاظ عليها بحب وتجاوز عدادها ٣٠٠,٠٠٠ كيلومتر، أوحتى سيارة عائلية جديدة. فمن يحب سيارته، قد يدفعها بيديه إن لزم الأمر، هكذا يقول المثل الألماني. الهوس بالسيارات والمحبة المفرطة لوسيلة المواصلات ذات الأربع عجلات، تعتبر من أكثر العادات الألمانية نمطية، خاصة في نظر الأجانب. فمن لا يجعل إطارات سيارته تلمع من كثرة التنظيف خلال عطلة نهاية الأسبوع قد يتلقى نظرات استغراب من الجيران. وبالمناسبة، هل تعلمون ماذا يُسمى الألمان عربة التسوق ذات العجلتين؟ يسمونها "بورش القدم"!
شارع ماكسميليان في مدينة ميونخ: عرض للسيارات الفاخرة والواجهات اللامعة | الصورة (تفاصيل): © mauritius images / Arnulf Hettrich / imageBROKER
"وقت الغداء!"
لا يعتبر المطبخ الألماني من أرقى المطابخ، ومع ذلك، تتردد جملة واحدة يوميًا من الساعة ١١ صباحًا إلى ٢ ظهرًا، سواء في مواقع البناء أو داخل أبراج المكاتب، وألا وهي جملة: "وقت الغداء!". لا يهم إذا كان الشخص الآخر جائعًا أو غارقًا في العمل. بين أواخر الصباح وساعات ما بعد الظهيرة، يُقال "وقت الغداء!" للجميع، حتى للمتدرب من قِبَل المدير.حدوث هذا الأمر في أماكن العمل مؤكد مثل قول "آمين" وقت الغداء في الكنيسة. حتى لو تصادف زميلان للمرة الأولى في ممر الطابق الرابع، سيتبادلان التحية بقول "وقت الغداء!".
الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير يستعد لتناول غدائه في كافيتيريا أكاديمية الخدمات الطبية للقوات المسلحة الألمانية | الصورة (تفاصيل): © picture alliance/dpa | Britta Pedersen
منذ جائحة كورونا، أصبحت أكثر العادات الألمانية شهرة للجميع هي "التهوية المركزة". وقد تحولت هذه العادة، التي تعتمد على فتح نافذة أو أكثر بشكل كامل لفترة محددة، إلى علم قائم بذاته. ثلاث أو أربع مرات في اليوم؟ كم من الوقت؟ وفي أي موسم؟ دراسة هذا الموضوع أشبه بدراسة علم الفيزياء. التهوية المركزة هي عادة ألمانية بامتياز، وهي ضرورة لا غنى عنها. نعم، حتى عندما تكون درجات الحرارة سالب ١٠ في الشتاء!
شخص واحد أدرك الأمر: التهوية المركزة ضرورة! | الصورة (تفاصيل): © Chris Barbalis | Unsplash
٢٠٢٤ سبتمبر