٢٤.٠٢.٢٠٢٣

المدونون برليناله 2023  أفلام برليناله القصيرة.. امتزاج الجنسيات والثقافات

The Waiting ©Volker Schlecht

"برليناله شورتس" هو برنامج الأفلام القصيرة المتنوع لمهرجان برلينالة. شاهد المدون أحمد شوقي "برليناله شورت 5" ، وهو عبارة عن مجموعة من أربعة أفلام تختلف اختلافًا كبيرًا من حيث الشكل والمحتوى وبلد الإنتاج ، لكن كل فيلم مثير للإعجاب بطريقته الخاصة.

خلال سنوات ماضية كانت قاعات "كوبيكس" في ألكسندربلاتز موقعًا فرعيًا بالنسبة للصحفيين في برليناله، يذهب إليها من فاته فيلم في عرضه الصحفي أو من أراد تجربة المشاهدة مع الجمهور. لكن منذ أن أغلقت قاعات "سيني ستار" أبوابها واقتصرت العروض في منطقة بوتسدامربلاتز على المسابقة الدولية ومسابقة لقاءات والاختيارات الخاصة، ارتفعت قيمة كوبيكس بشدة، فصار الجميع يقصدها بشكل شبه يومي لمشاهدة اختيارات البانوراما ومسابقة الأفلام القصيرة.

من بين ما شاهدته هناك برنامج الأفلام القصيرة الخامس، والذي ضم أربعة أفلام متباينة تمامًا في الشكل والمضمون ودولة الإنتاج، مع ميل كبير للتنوع الثقافي داخل الفيلم الواحد، الأمر الذي يمكن ملاحظته على أغلب اختيارات مسابقة الأفلام القصيرة بشكل عام.
 

في أمريكا اللاتينية وأفريقيا

"الانتظار" فيلم يجمع جهود فنان التحريك الألماني فولكر شليشت بأستاذة الأحياء الأمريكية كارين ليبس، لإثارة قضية انقراض فصائل متعددة من الضفادع في أمريكا اللاتينية، فيما يشبه المقال البصري الذي يُسهم فيه التحريك المدهش في إبراز قيمة الموضوع، عبر إيصال الرابط الشعوري بين الرواية (ليبس) وبين الضفادع إلى المشاهدين بشكل حميمي.
الفيلم الثاني بعنوان "امرأة في ماكويني"، من إنتاج ألماني للمخرجتين الروسيتين داريا بيلوفا وفاليري ألوسكينا. الأحداث تدور في كينيا التي خاضت المخرجتان فيها ورشة عمل أسفرت عن الفيلم، الذي يتابع حياة نزيلة في أحد السجون الكينية ومحاولة زوجها أن يزورها، والتي تبوء بالفشل فيستعيض عنها بحل آخر ليروي ما يريد أن يقوله للزوجة.

مخرج سينمائي عربي وشعب أسترالي أصلي

أما الفيلم هولندي الإنتاج "عودة" فيحمل العنصر العربي الوحيد في هذه المجموعة من الأفلام، فيلم قصير جدًا من سبع دقائق إخراج السوري المقيم في هولندا يزن ربيع. يحاول ربيع التخلص من تبعات ما عاشه في مسقط رأسه وأدى لهروبه إلى أوروبا، ليُعبر عبر مزج عدة أنواع من اللقطات عن كابوس متكرر اكتشف أنه ليس الوحيد الذي يعاني منه، وإنما كثير ممن اضطروا للهرب من بلادهم.

آخر الأفلام "مغموس في السواد" هو أطولها (25 دقيقة)، وثائقي من إخراج الأستراليان ماتيو ثرون وديريك لينش، والأخير هو الشخصية الرئيسية في الحكاية، عابر جنسيًا من سكان وانكونتجاجارا الأصليين، يعود إلى مسقط رأسه ليتلقى علاجًا روحيًا تقليديًا.
أي أننا في أربعة أفلام لا يكاد مجموع زمن عرضها يتجاوز الساعة، شهدنا اجتماع وتفاعل ثقافات من العالم كله تقريبًا، من شرق أوروبا لغربها، ومن أمريكا اللاتينية لأفريقيا لسكان أستراليا الأصليين. الأمر الذي يبرز قيمة حدث مثل برليناله كنقطة لقاء وتفاعل ثقافي حيوية يدرك قيمتها كل من نال فرصة حضورها.

المزيد من برلينال

Failed to retrieve recommended articles. Please try again.