فسحة سليمى هي عمل موسيقي يمزج أغنيتين من الفولكلور الشاميّ، وهما "شلون أنام الليل يا سليمى؟" و "يا محلا الفسحة". ونظراً لصعوبة إيجاد تسجيلَين أصليين لهاتَين الأغنيتين، فقد لجأ الموسيقار إلى تقاليد المقامات العربية المترسخة في ممارسة الموسيقى عن طريق الحفظ والذاكرة.
كان انعقاد مؤتمر الموسيقى العربية في القاهرة عام 1932، ووصول شركات التسجيلات الغربية إلى المنطقة الناطقة بالعربية، ما أثار الجدال حول كتابة النوطات الموسيقية بشكل أوسع. فحتى تلك الفترة وفترتنا الحالية إلى حد ما، ما تزال الذاكرة والممارسة تشغلان حيزاً مركزياً في المعرفة الثقافية الخاصة بمنطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا.
تشكّل كلتا الأغنيتين المندمجتين في هذا العمل جزءاً مهماً من الذاكرة الموسيقية لدى أبو غوش، الذي تربطه صلة وطيدة بهما. وقد اختار الموسيقار أن يعيد إنتاجهما من خلال تفسيره الشخصي لهما، عبر الاستخدام المبتكر للآلات، ومن خلال صوت السينث الإلكتروني الذي سيقدّم هذه الألحان الفولكلورية.
يبدأ التراك مع "شلون أنام الليل يا سليمى؟"، وهي أغنية لحنية عذبة يعود أصلها على الأرجح إلى أوائل القرن العشرين، إما من جنوب سوريا أو شمال الأردن. الأغنية على مقام الكرد، وتحكي عن رجل يستذكر حبيبته سليمى في ليلة من السهاد. ومن خلال الاستكشاف الارتجالي للمقام على السينث وغيتار الباس، ينتقل أبو غوش بعدها إلى أغنية "يا محلا الفسحة" وهي مقطوعة أخرى من شمال غربي بلاد الشام، على مقام النهاوند، تحكي عن فسحة على الشاطيء تحت ضوء القمر.
تقود أغنية "شلون أنام الليل يا سليمى؟" المستمعين/ان عبر سيول وتقلبات لإرث والهويات الثقافية:
"لسنا وحدنا كبشر ميالين للتكيف والتغير، بل ثقافتنا وموسيقانا أيضاً تتدبل وتتغير؛ فبذلك فقط نحافظ عليهما، وقدرتنا هذه جزء أساسي لبقائنا واستمرارية ثقافتنا." (يعقوب أبو غوش)
كلمات: غير معروف
تلحين: من الإرث الموسيقي
إنتاج: يعقوب أبو غوش
آلات: غيتار باس؛ كيبورد
تاريخ اللحن / العمل: أوائل القرن العشرين على الأغلب
تسجيل: أغسطس 2021
الدوافع وراء الموسيقى
لقد عملتُ موسيقاراً لقرابة 25 عاماً، لعبت خلالها العديد من الأدوار، من عازف باس إلى ملحن ومعِد بشكل مستقل وتعاوني على حد سواء. سمح لي هذا الباع الطويل في مجال الموسيقى بأن أصقل الصوت الخاص بي، مما زاد من تميّزه وجعلَ من السهل التعرف عليه.الموسيقى بالنسبة لي أداة تعبير تشبه اللغة، فهي تسمح لي بإيصال مشاعري وأن أتأمل التطور الي يطرأ على هويتي. وكما الكائنات الحية، فإن الموسيقى واللغة تتكيّفان على الدوام مع الأوقات والأحداث. فترعرعي في عمّان، جعلني استوعب مع الوقت العوامل المؤثرة التي تجد صداها في هذا المكان. ولكنني انتميتُ أيضاً إلى حركة موسيقية أوسع، امتدت لعقدَين من الزمن، وأثبتت قدرتنا كأفراد ومجتمعات محلية على تشكيل إرثنا المتغيّر بشكل دائم.
لهذا الإرث صلة تتجاوز الموسيقى والوثائق أو المصادر السمعية، فهو يرتبط بلاوعيِنا. وفي نقطة الارتباط هذه أقوم أنا بصنع لهجَتي أو لغتي الخاصة، ضمن البيئة الطبيعية الخاصة بي، والتي تتجاوز الحدود الجغرافية والمؤسسات المعترف بها. لقد تطورت عناصر التنوع الموسيقي في عمّان - والتي تضم الموسيقى البدوية والجاز والروك آند رول - بطرقٍ متباينة، ولكنها جميعاً تمثل أجزاءا من نفس المكان.
لقد حاولتُ أن أوضح، من خلال الأعمال التي أنجزتها لمعرض ميراث:موسيقى، تنوّع اللهجات الموسيقية التي ساهمت بتشكيلي وتشكيل الإقليم الذي أنتمي إليه، من دون أن أرسم أي حدود أو أقوم بإيضاح أي مفهوم. فالموسيقى تجسد شعورنا بالانتماء إلى البيئة المحيطة التي تُشكّلنا؛ وإني أعتقد أن البشرية كلها سوف تمرّ ذات يوم بتجربة الانتماء إلى العالم، من دون خلافات أو ضغائن. لقد سمح لي العملُ على هذا المشروع بتطوير فهم أوسع للميراث، والتعرف على تجارب الموسيقيين/ات الآخرين/ات.
الروابط ذات الصلة
-
YouTube
٢٠٢١ نوفمبر