ستايل إسلام
أزياء من أجل نزع السلاح ثقافيًا

على الطراز الإسلامي 2015
على الطراز الإسلامي | الصورة: © روبرت هورنيج

عندما تصاعدت مسألة نزاع- رسوم الكاريكاتير عام ٢٠٠٥ ونفذ الإرهابيون الإسلامويون اعتداءات مدمرة في لندن، جالت ببال طالب تصميم الأزياء وابن مدينة فيتن، مليح كيسمان فكرة مفادها منح الإسلام وجه ودود. ثم حازت قمصانه التي تحمل لافتة  „I Love My Prophet“ أي "أنا أحب رسولي" على إعجاب وقبول واسع، مما جعله واحدًا من أصحاب الأعمال الناجحين على عكس التوقعات. حوار حول الإسلاموفوبيا  والأزياء والحياة في ألمانيا.

سيد كيسمان أنت لم تنتوي على الإطلاق تدشين العلامة التجارية ستايل إسلام...

لقد فعلت الأمر برمته بوصفي مسلم أروبي وألماني من أجل أشخاص يرون أنفسهم دائمًا في مواجهة صورة مغلوطة عن الإسلام  وتحمل صبغة الصحف الصفراء. وقد لاحظت أن الناس أصبحوا يصابون بالعصبية عندما أصعد على متن حافلة لأنهم يعتبروني إرهابي مُحتمل. لذا أردت أن أجابه هذا الشعور بالعجز من خلال شيء إيجابي وهكذا نشأت فكرة القمصان التي تحمل مقولة "أحب رسولي"„I Love My Prophet“ عام ٢٠٠٥. إذ كنت أهتم بطرح  وتعريف علاقتي بالرسول وبعقيدتي من خلال الحب.

وأنت في هذا الصدد تستعين بمرجعية القرآن.

بورتريه لمليح كيسمان، ستايل إسلام ٢٠١٥ بورتريه لمليح كيسمان، ستايل إسلام | الصورة: © روبرت هورنيج بالضبط! لا يعرف الكثير من الناس مطلقًا على سبيل المثال   أن هناك ١١٢ سورة من سور القرآن البالغ عددها ١١٤ سورة تبدأ باسم الله وتصفه "بالرحمن" و "الرحيم". ولكن صورة الإسلام المنتشرة اليوم لا علاقة لها بالرحمة على الإطلاق! وهنا يكمن خطأ ما! وقد صممت القميص بغرض إحداث تأثير في مواجهة هذا التناقض. لا سيما من أجل أمثالي الذين يجدون أنفسهم مضطرين للتبرير وإبراء ذمتهم دائمًا وأبدًا، ولكنهم لم يعد بإمكانهم تحمل عناء ذلك.... (يضحك)

لقد ارتديت هذا القميص وجُبت به مدينة لندن، حيث كنت تعيش في السابق

نعم، كان المردود هائل إلى حد ما! شعر كثير من المسلمين بالفرح لرؤية رسالة إسلامية إيجابية، بل أن الكثيرين لمعت أعينهم حقًا. فقد رأوا بكل بساطة أن إنسان يبدو على ملامحه أنه مسلم من شأنه أن يلفت الأنظار إليه من خلال شهادة أو رسالة إيجابية.

أين تبيع قمصانك وحقائبك؟

ستايل إسلام ٢٠١٥ ستايل إسلام | الصورة: © روبرت هورنيج
نحن لا نسوّق في ألمانيا  وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية فقط، بل نُصدر كذلك إلى اليابان وكازخستان والبرازيل واستراليا، وإلى كافة الدول الممكنة، بل وإلى جنوب أفريقيا حيث نمتلك متجرًا أيضًا.
من الذي يرتدي أزياء ستايل إسلام ؟

الجانب الأعظم من عملائنا هم بالطبع مسلمون، وأغلبهم يعيشون في أوروبا. إلا أن هناك أيضًا عدد هائل من غير المسلمين تعجبهم بضائعنا، وهم يُشكلون ربع عملائنا. كما يرتدي هؤلاء كذلك قمصان تحمل لافتة "يسوع ومحمد أخوة في الإيمان" „Jesus and Muhammed – Brothers in Faith“.

كيف تتماشى الأزياء والموضة والديانة الإسلامية؟

إنها مسألة ثقافة. فقد تطورت على مدار قرون في الحضارات الإسلامية أزياء مُستوحاة من "الروح الإسلامية والفكر الإسلامي" وهو الطراز الذي يتمتع بتأثير وانتشار جغرافي خاص. ولكن بوجه عام يجب أن تغطي الأزياء منذ قديم الأزل "العورة" أي كل ما هو موضع إغراء. طالما تحقق هذا يستطيع المصممون صناعة "الأزياء" الخاصة بهم.

ما هو مصدر إلهام أزياء ستايل إسلام؟

بالنسبة للخطوط العربية فأنا أحب للغاية التعاون من فناني الخط الكوفي. إذ يعد الخط الكوفي أحد أقدم أشكال الكتابة العربية. وهي كتابة تتسم بصغر الحجم وأنا أرى أنها لديها طابع غير محدود زمنيًا. وأنا فضلاً عن ذلك أحب تحولات الخط العثماني. كما أن تراكيب الأحرف اللاتينية في طراز الخط العثماني أمر مثير وأنا أستخدمه بكثرة.

 بعد قضاء  سنتين في لندن ها أنت اليوم تعيش مع أسرتك في ألمانيا مرة أخرى، في فيتن...

  • ستايل إسلام 2015 الصورة: روبرت هورنيج
    ستايل إسلام
  • ستايل إسلام 2015 الصورة: روبرت هورنيج
    ستايل إسلام
  • ستايل إسلام 2015 الصورة: روبرت هورنيج
    ستايل إسلام
  • ستايل إسلام 2015 الصورة: روبرت هورنيج
    ستايل إسلام
  • ستايل إسلام 2015 الصورة: روبرت هورنيج
    ستايل إسلام
  • ستايل إسلام 2015 الصورة: روبرت هورنيج
    ستايل إسلام
كنا نريد تنشئة أطفالنا في مكان نتمتع  فيه بمحيط آمن ومحمي، ويعيش فيه أصدقاؤنا وذوينا. ولكننا لو بقينا في مدينة لندن ذات الإيقاع السريع في الحياة لاحتجنا على الأقل عشر سنوات كي نرسخ دائرة متشعبة ومتجذرة بعمق. وقد تم اتخاذ القرار على خلفية الرغبة في عقد صداقات وطيدة والحفاظ عليها. وتُعد منطقة الرور منذ أكثر من ١٥٠ عامًا منطقة هجرة وافدة ونحن نشعر بالراحة والألفة هنا. إنه موطننا حقًا.

هل تشعر بالراحة هنا بوصفك مسلمًا؟

أحيانًا يكون الأمر مرهقًا للأعصاب عندما يشرح الناس لك دائمًا أن "الإسلام" دين يتسم بالعنف وغير ديمقراطي. ولكنني رغم ذلك أستغل كل فرصة للنقاش كي أزحزح البشر قليلاً عن تفكيرهم النمطي. إذ أحاول الإسهام بشيء من خلال أزيائي  أيضًا. ولكنني إذا كنت أشاهد باستمرار أخبارًا عن الفظائع التي يرتكبها تنظيم الدولة الإسلامية داعش في الشرق الأدنى وكذلك ما ترتكبه جماعات إرهابية إسلاموية أخرى وإذا لم تتوافر لدي مصادر معلومات أخرى فسوف أفكر في الإسلام بنفس الطريقة التي يفكرون بها.

لقد تعرضت لهجوم أيضًا من متشددين مسلمين...

نعم بالأكيد. يمارس الدجالون لعبة بسيطة لأن أغلب الناس لا يتمتعون بأساس عقائدي نقدي على الإطلاق أو يتمتعون بالقليل منه فقط. وليس المطلوب منهم في هذه الحالة سوى إطلاق تلك "اللحية المزيفة الشبيهة بلحية القرصان اللص في الأسطورة"  وترديد بعض العبارات البلاغية الرنانة، وهكذا يستطيعون – بكل أسف- إثارة حماس الناس. يصبح كل شيء أكثر تعقيدًا حين يرغب بعض السلفيين في تعليم الناس هذه الأمور. لذا أحاول دائمًا عندما تسنح لي الفرصة أن أتحدث إلى الشباب كي أرسخ التفكير النقدي.

هل تتبع مدرسة إسلامية معينة؟

ستايل إسلام ٢٠١٥ ستايل إسلام ٢٠١٥ | الصورة: © روبرت هورنيج

هل تعرف ليوبولد فايس؟ إنه أحد المفكرين، كان ينحدر من أسرة حاخام يهودي ويعيش في أوكرانيا الحالية، إلا أن مسقط رأسه كان عند ميلاده عام ١٩٠٠ ضمن إمبراطورية النمسا- المجر. اعتنق هذا الرجل لاحقًا الديانة الإسلامية وأطلق على نفسه اسم محمد أسعد. كان الرجل يتمتع نظرًا لخلفيته العائلية بثقافة عقائدية لاهوتية راسخة. لذا فهو يُعتبر أول مسلم أوروبي كتب في علم تفسير القرآن. وأنا أرى أن أكثر ما يعجبني فيه لدرجة الانبهار هو أنه يتدبر الإسلام من منظور أوروبي بشكل مغاير تمامًا عن شخص ترعرع في بلد عربي. إذ أن التفكير النقدي لا يحظى بالتشجيع والدعم لدى الشباب في الشرق الأدنى، وهو أمر يجب أن نقر به للأسف. وهذا يُعد أحد الأسباب التي تشعرني بالفخر، لا سيما أن أكون  مسلمًا ألمانيًا أوروبيًا. لأنني هنا أستطيع ممارسة عقيدتي بمزيد من الحرية والحيادية ووفقًا لتصوراتي الخاصة.