الوصول السريع:

(Alt 1) إذهب مباشرة إلى المحتوى (Alt 2) إذهب مباشرة إلى مستوى التصفح الأساسي

مهرجان البرليناله ٢٠١٨
برليناله ٦٨ وتساؤلات المرحلة الانتقالية

Berlinale 2010
Berlinale 2010 | © جان وندسزس

مع انطلاق الدورة الثامنة والستين من برليناله، أترقب ـ ومثلي آلاف من محبي المهرجان المواظبين على حضوره ـ عما ستسفر عنه "رياح التغيير" التي هبت على المهرجان منذ شهور، وبالتحديد منذ إصدار ٧٩ مخرجًا من أهم صناع السينما الألمانية بيانهم الغاضب المطالب ببداية جديدة للمهرجان تضعه على قدم المساواة بمهرجاني كان وفينيس، الوجهتين الأكثر جذبًا لأهم مخرجي العالم.

من أحمد شوقي 

أسماء بحجم فاتح أكين وفولكر شلوندورف ومارين أدى وكرستيان بيتزولد أعلنوا عدم رضاهم عن سياسة مدير برليناله ديتر كوسليك، الذي أعلن فورًا عدم تجديد عقده الذي ينتهي بنهاية دورة العام المقبل التي ستكون الثامنة عشر تحت إدارته (٢٠٠٢-٢٠١٩)، ليأتي برليناله ٧٠ بمدير جديد وفلسفة جديدة.

الوجه الآخر للعملة

موقعو البيان أحرار في رأيهم، وهو صحيح بالمناسبة فيما يتعلق بأن عدد المخرجين الكبار المشاركين في برليناله يقل كثيرًا عن وجودهم في كان وفينيسيا، لكن في المقابل بالنسبة لي، ولصناع أفلام وصحفيين ودارسين آتين من الدول الأقل حظًا، العالم الثالث والشرق الأوسط والقارة الأفريقية، تظل سياسة كوسليك هي الأكثر قيمة وتأثيرًا.

خلال القرن الحادي والعشرين صار برليناله هو المكان الذي يجتمع فيه أكبر عدد ممكن من الموهوبين والمحترفين الشباب، سواء المخرجين الذين صار المهرجان منفتحًا على عرض أعمالهم متباينة الأنواع والأطوال في برامجه المتعددة، أو الصحفيين الذين يواكبون اهتمام المهرجان بالأعمال الآتية من بلادهم، وحتى الطلبة الذين يسافرون لقضاء أيام المهرجان في برلين لمشاهدة الأفلام والمشاركة في الأنشطة.

Berlinale Talents 2017 ورشة عمل بناء العالم، المواهب برلين ٢٠١٧ | © دافيد أوسرهفر
الآلاف من المحترفين الشباب شاركوا في برنامج "برليناله تالنتس" للموهوبين، وعدة أفلام ساعد في خروجها للنور دعم يقام على هامش المهرجان هو منحة "روبرت بوش شتيفتونج". باختصار، صار برليناله أهم مهرجان سينمائي بالنسبة للمواهب الواعدة من العالم الثالث.

ماذا بعد؟

من المستحيل طبعاً أن نتصور تراجع برليناله عن التزامه تجاه السينما الآتية من دول أقل حظًا، لكن في الوقت نفسه هناك شواهد تقول أن هناك تغيير ملحوظ في سياسة الاختيار. لأول مرة أربعة أفلام لمخرجين ألمان تتنافس في المسابقة الرسمية (هل هي ترضية؟)، وعدد الأفلام العربية الجديدة في برامج المهرجان ينخفض إلى ١٢ فيلماً فقط بعدما ظل في حدود العشرين منذ اندلاع الربيع العربي.

من المبكر جدًا الحديث عما ستسفر عنه رياح التغيير، لكن الأكيد أن برليناله يعيش "مرحلة انتقالية" مهمة في تاريخه.