المدرسة الحديثة

المدرسة الحديثة الصورة: معهد جوته القاهرة | أرنولد فواد
الشجاعة للإصلاح – هذا هو شعار مشروع "المدرسة الحديثة" وهو إحدى مشروعات شراكة التحول. يلعب قطاع التربية والتعليم بطبيعة الحال دورًا بارزًا في المجتمع وفي عملية تطوره. ولذا فإنه ليس من المستغرب أن تتعالى الأصوات في مصر بضرورة إجراء إصلاحات في نظام التعليم وذلك في غضون السنوات التحوِّل الماضية.

يمثل الأطفال والشباب في سن التعليم بصفة عامة الغالبة العظمى من سكان مصر. أي أن الشباب هو المستقبل. ولذا فإن وجود قطاع تعليمي فعَّال وتشاركي في الوقت نفسه هو عنصر حاسم لتنشئة الشباب كمواطنين مسئولين وكذا لتعزيز مفهومهم الذاتي، ويعد في الوقت نفسه شرطًا للوصول إلى سوق العمل. وبمقدار كبير من التفاني يواكب معهد جوته ويساند تنفيذ الإصلاحات المنشودة في قطاع التعليم. ويعد مشروع "المدرسة الحديثة" مثالًا بارزًا على ذلك التعاون المثمر بين الشركاء المصريين والألمان.

فنظام التعليم الحديث بحاجة إلى عنصرين: العنصر الأول يتمثَّل في وجود شريحة عصرية وفعالة من القائمين على الإدارة المدرسية ومن المدرسين ممن يمكنهم تقديم وسائل وطرق حضارية وسلمية في تناول تاريخ الوطن في إطار الحصص المدرسية، وذلك فيما يتعلق بمادة التاريخ على وجه الخصوص. وهذا ما يتناوله مشروع "المدرسة الحديثة" على وجه التحديد: ففي إطار العنصر الأول المتمثِّل في الإدارة المدرسية يُجرى تدريب القوى القيادية والجهات المضاعفة على تولي الوظائف القيادية في المدارس الحكومية المصرية، وذلك منذ عام ۲۰۱۲ وبالتعاون مع الأكاديمية المهنية للمعلمين بمصر وأكاديمية تدريب المعلمين وإدارة الموارد البشرية في ديلينجن. وقد نجح المشروع في إقناع أكثر من ۱٥۰ ناظرًا مدرسيًا من الجنسين بتطبيق أسلوب قيادي أقل استبدادية في إدارة المدارس. ومن خلال زيارات ميدانية يتم تقييم هؤلاء المشاركين ومواصلة تأهيلهم.

أما العنصر الثاني من المشروع فيتمثَّل في سلسلة تدريبية موجَّهة لـمفتشي ومدرسي مادة التاريخ. وقد نظَّم معهد جوته في هذا الإطار زيارتين ميدانيتين إلى ألمانيا بالفعل، فضلًا عن إقامة يوم لمدرسي مادة التاريخ وكذا العديد من ورش العمل. وينظم المشروع أنشطة أخرى تأخذ مسألة الاستدامة في عين الاعتبار. وتهدف كافة إجراءات المشروع إلى مساندة الجانب المصري في سياق التحول المجتمعي خلال تدبر القصص الوطنية وخلال تطوير المواد والوسائل اللازمة لحصص التاريخ بالمدارس المصرية وكذا خلال تصميم الحصص الدراسية ذات التوجه المستقبلي.

كما تعد المناهج الحديثة جزءًا لا يتجزأ من "المدرسة الحديثة" ولاسيما الاختبارات التي تسمح بقياس مهارات التعليم بمنتهى الشفافية. ولذا تطرق معهد جوته القاهرة إلى إمكانيات تحديث اختبار إتمام المرحلة الثانوية المصرية للغة الأجنبية الثانية وذلك بعد إدخال الكتاب الدراسي الجديد، "خطى دولية" في المدارس الثانوية المصرية. حيث تم عرض معايير أوروبية ودولية لإعداد الاختبارات في إطار ورشة عمل للاختبارات شاركت فيها جهات فاعلة ذات صلة من الداخل والخارج. وبالتعاون مع خبراء أوروبيين يُجرى تصميم نماذج لتحديث اختبار إتمام المرحلة الثانوية المصرية بما يتماشى مع المعايير الدولية.