عرض كتاب ومناقشة مع نادية كامل اليوم العالمي للكتاب – "المولوده"

كتاب (المولودة ) لنادية كامل / دار الكرمة / 2018 اليوم العالمي للكتاب – "المولوده" Privat
 
( المولودة ) هو أول كتاب للمخرجة السينمائية نادية كامل، التي أثارت ضجة بفيلمها " سلطة بلدي " (2009 ) الذي يروي قصة عائلتها المكونة من هويات وجنسيات مختلفة  ارتبطتها كلها بمصر .
ومثلما أثار الفيلم ضجة  بفضل موضوعه فإن  الكتاب  الذي يعمل على الموضوع نفسه انطلاقا من سيرة الأم " ماري روزنتال "  أثار ضجة من نوع مختلف  خاصة بعد أن نال جائزة مؤسسة  ساويرس للرواية  هذا العام وهو أمر أثار تحفظات في الوسط الثقافي  ربما لأن البعض لا يرى أن الكتاب يمكن وصفه ب" الرواية" بالمعنى المعروف وانما هو أقرب لسيرة ذاتية كتبتها نادية كامل عن أمها ، في حين دافع البعض ورأى فيه كافة مقومات الرواية التسجيلية ، لكن الضجة الأكبر جاءت من لغة السرد في الكتاب وهي عامية خالصة ما دفع البعض لشن حملة اعتراض على الجائزة التي منحت لكتاب مكتوب بلغة يصنفها البعض كلغة "حكي " وليست لغة كتابة وهو جانب من الجوانب التي تجعل من النقاش مع الكاتبة مثيرا للأهتمام
كيف اختارت موضوعها وكيف عملت عليه بالسنوات ؟ كيف تعلق على الانتقادات التي أثيرت بعد حصولها على الجائزة ؟
كيف تنظر الى خيار اللغة الأدبية وكيف تتعامل معها كوسيط للتعبير بديلا عن حرفتها السينمائية المتميزة ؟
وبالاضافة لذلك يتناول النقاش قضايا أخرى تتعلق بمحتوى الكتاب اليوم العالمي للكتاب – "المولوده" Privat
المثير  ،فهو بما يكشفه يتعرض لقضايا التنوع الثقافى والعرقى، فمارى التى نتابع سيرتها  ولِدَت لأب مصرى يهودى وأم إيطالية مسيحية، تقابلا فى مصر فى عشرينيات القرن الماضي، فتزوجا وعاشا فيها. ، انضمت  بالمصادفة إلى الحركة الشيوعية والعمل السري لطرد الاحتلال البريطاني  ، وقد دخلت السجن نتيجة لذلك أكثر من مرة وخلال تجربتها النضالية  أحبَّت صحفيًّا ومناضلًا مصريًّا هو سعد كامل ثم تزوجا، وعملت بعد زواجها  صحفية تناصر قضايا المرأةوتكتب فيها ،
وكانت طوال الوقت تعمل على دعم زوجها - خصوصًا عندما تعرض لملاحقة السلطة وللعزلة - وأصبحت أمًّا فربت ابنتيها وحفيديها بعد ذلك.
 ومن الامور الإيجابية التي يطرحها الكتاب كونه يذكر  فى تفاصيله بجمال مفتقد لم يعد له وجود، ومصدر هذا الجمال ليس هو "النوستالجيا" التى هبت رياحها على مصر منذ سنوات، فهو لا يعود  فقط لماض مفعم بالحنين ولا يسعى لخلق صورة مثالية عن مصر خلال الاربعينيات  بل يتوقف كثيرا أمام أحلام فقراءها  التعساء ومن بينهم البطلة التى تلتقط هذه التفاصيل بعين ناقدة واعية بما عاشته مصر قبل 1952، لكنها فى المقابل تشير إلى تفاصيل أخرى كانت تهيأ لهذا المجتمع فرصا  غير الذى انتهت إليه.
 يمجد الكتاب  قيم العيش المشترك و يفتح أعين كتابنا غير المحترفين خصوصا على الإمكانات المتاحة فى الحياة اليومية، والتى من شأنها أن تقود لحيوات فنية ظلت مهملة ولكتابة جديدة، وعلى هذا الأساس يلفت الكتاب نظرنا إلى ما يسمى الآن فى الدراسات التاريخية، تقنية كتابة التاريخ من أسفل
 ورغم ما يتناوله الكتاب فى خلفيته العريضة  عن تاريخ اليسار المصرىومنظماته  الا أنه  يتناول هذا التاريخ انطلاقا من ذاكرة شخصية وليس من موقع بطولى يستهدف المبالغة فى تقييم الأدوار أو الانتقام من أفراد آخرين، وهذا جانب آخر من جمال (كتاب المولود ) الذييثير كذك قضية الكيفية التي يمكن للنساء عبرها رواية احداث التاريخ ومقاومة اشكال التهميش.
 
يدير الحوار الكاتب الصحفي سيد محمود

عودة