معين الإرياني

وجوه وأشياء

في زحام الشوارع، تتقاطع الحكايات مع الخطى المتسارعة، وتخبئ الجيوب والحقائب شذرات من الحياة اليومية. في هذا المشروع، يبحث المصور معين الإرياني عن الإنسان في تفاصيله الصغيرة، في الأشياء التي يحملها معه، تلك التي تبدو عادية لكنها تحمل الذاكرة والأسرار، وربما جزءًا من الهوية.

كان الفضول يراود المصور طويلًا حول ما يحتفظ به الناس يوميًا، وما الذي يمكن أن تكشفه الجيوب أو الحقائب عن أصحابها. في هذا المعرض، لا تقتصر الصور على الوجوه فقط، بل تفتح نوافذ إلى عوالم خاصة وحكايات صامتة تنتظر من يكتشفها.

في تنفيذ هذا المشروع، اعتمد المصور أسلوبًا بسيطًا ومباشرًا: كاميرا وخلفية بيضاء ولا شيء آخر. كان يتوقف المارة في الشارع، يطلب منهم لحظة من وقتهم، ويدعوهم ليكونوا جزءًا من هذه الحكاية البصرية.

لم تكن المهمة سهلة؛ كان الرفض أكثر حضورًا من القبول. شكّل التصوير في صنعاء تحديًا حقيقيًا، حيث أصبح التصوير في الشوارع أمرًا نادرًا وأحيانًا ممنوعًا. تجمّع الناس حوله، وتعددت الأسئلة: لماذا؟ كيف؟ ولمن هذه الصور؟ وكان عليه أن يشرح، ويهدئ المخاوف، ويؤكد أن النية هنا هي البحث عن الإنسان فقط. رغم الصعوبات والمواقف المربكة أحيانًا، يشعر المصور بالامتنان لهذه التجربة. فقد كانت مليئة بالتحديات، لكنها علمته الكثير عن الصبر، وعن قوة التواصل مع الآخر، وعن أهمية الإصرار على الحكاية البسيطة. يحلم أن يواصل هذه الرحلة مع مزيد من الأشخاص وفي مدن أخرى، حيث تظل القصص تنتظر من يرويها.
 
معين الإرياني هو مصور يمني مقيم في صنعاء. تركز أعماله على استكشاف القصص الشخصية والذاكرة، حيث يحوّل ما هو غير مرئي إلى سرديات بصرية ونصوص. من خلال التصوير الفوتوغرافي، يوثق تفاصيل الحياة اليومية في اليمن، مسلطًا الضوء على التغيرات الاجتماعية والعلاقة العميقة بين الإنسان وذكرياته.
حازت مشاريعه على عدة جوائز، من بينها جائزة الشيخ سعود آل ثاني للمشاريع الفوتوغرافية، كما نُشرت أعماله في عدد من المنصات الفنية والإعلامية، من بينها GQ Middle East.
 

تابعونا